صبرينة دلومي
مع حلول شهر رمضان كل سنة، تصبح أسواق الرحمة ملاذ الفقراء ومقصدا لذوي الدخل الضعيف هروبا من لهيب الأسعار، حيث تجد الكثير من العائلات الجزائرية خاصة ذوي الدخل المتوسط والضعيف، ضالتها في أسواق الرحمة، لاسيما وأن هذه الأخيرة وفرت سلعا واسعة الاستهلاك بأسعار تنافسية، وتشهد هذه الأسواق إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل خاصة مع وفرة السلع الاستهلاكية وانخفاض أسعارها.
العصر نيوز تزور بعض أسواق الرحمة بقسنطينة
” العصرنيوز” تنقلت إلى بعض أسواق الرحمة بولاية قسنطينة، التي فتحت أبوابها أياما قليلة قبيل حلول الشهر الفضيل، حيث وجد المواطنين ضالتهم هناك نظرا لوفرة السلع وانخفاض أسعارها مقارنة بالأسواق الخارجية .
وجهتنا الأولى كانت على مستوى سوق الرحمة بمقر الإتحاد العام للعمال الجزائريين وسط مدينة قسنطينة، لاحظنا إقبالا كبيرا للمواطنين على هذا السوق الذي تعرض فيه مختلف المنتجات بأسعار معقولة وفي متناول المواطنين، كما لاحظنا فرقا للأسعار بين أسواق الرحمة والأسواق الحرة يصل إلى 150 أو 200 دج.
طوابير طويلة على مختلف المواد الغذائية
وأكثر ما لفت انتباهنا خلال جولتنا بالسوق هو الطوابير الطويلة على مختلف المواد الغذائية خاصة الأجبان، العجائن والمصبرات، التي كانت معروضة بأسعار تنافسية مقارنة بالأسواق الحرة، وفي هذا الصدد يقول عمي محمد -واحد من المواطنين الذين التقيناهم بالسوق في اليوم الأول من الشهر الفضيل- أنه تفاجأ بانخفاض الأسعار في سوق “الزوالية” كما سماه هو، معبرا عن ارتياحه الكبير في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية .
من جهتها أكدت إحدى السيدات أن أسعار السلع المعروضة جد مقبولة، وفي حدود القدرة الشرائية للمواطن البسيط ، مقارنة بالأسواق الحرة .
وعبر الكثير من المواطنين الذين صادفناهم خلال جولتنا، عن استحسانهم لهذه المبادرة التي أطلقتها وزارة التجارة وترقية الصادرات بالتنسيق مع المديريات الولائية والمصالح المحلية، خاصة وأن هذه الأسواق ستسمح بكسر المضاربة في الأسعار، كما أعرب هؤلاء عن ارتياحهم الكبير لوفرة مختلف السلع الغذائية، عكس السنوات الماضية التي شهدت ندرة كبيرة في بعض المواد الاستهلاكية على غرار السميد والزيت.
وجهتنا الثانية كانت إلى محطة المسافرين ببلدية الخروب، هذا السوق الذي عرف هو الآخر إقبالا كبيرا للمواطنين خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وتنوعا كبيرا في السلع المعروضة، وفي حديثنا إلى بعض المواطنين هناك، أعربوا عن ارتياحهم بالأسعار ووصفوها بالمعقولة والرحيمة بجيوبهم، فقد بلغ سعر البطاطا 60 دج، فيما تراوح سعر الفلفل بين 60 و70 دج ، أما البصل فبلغ سعره 30 دج، بينما الخس والخيار وجدناه في حدود 30 دينار.
وجهتنا الثالثة كانت السوق الجواري بدار النقابة، الذي شهد هو الآخر إقبالا كبيرا من المواطنين، خاصة وأن مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، فتحت نقاط بيع مباشرة من المنتج إلى المستهلك .
وخلال تجولنا في هذا السوق، لاحظنا الإقبال الكبير على اللحوم الحمراء المستوردة، والتي يقدر سعرها ب1200 دينار، فيما بلغ سعر الدجاج المجمد 390 دينار.
الباعة : الأسعار في متناول المواطنين بأسواق الرحمة
وخلال تحدثنا مع بعض الباعة، أكدوا أن الأسعار في أسواق الرحمة في متناول المواطن البسيط وحتى الفقير، لافتين إلى أن السلع تكون من المنتج مباشرة إلى المستهلك، ولا وجود لأي طرف ثالث في البيع ما جعل الأسعار تنافسية وفي متناول الجميع .
وتابع الباعة حديثهم لـ” العصر نيوز” ، نحن في شهر الرحمة وأسواق الرحمة هي اسم على مسمى ، والتي فتحت أبوابها بولاية قسنطينة، على غرار باقي الولايات، لمساعدة الفقراء ومحدودي الدخل والمحتاجين من خلال عرض أسعار مناسبة لهذه الفئة .
انخفاض كبير في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية:
وفي هذا الصدد قال المنسق الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين مكتب قسنطينة محمد بوهنقل العيد، في تصريح لـ” العصر نيوز”، أن هذه المبادرة تنظم في كل سنة لمساعدة الفقراء، والمحتاجين من خلال تخفيض الأسعار لمختلف السلع والمواد الغذائية.
وأضاف المتحدث، أن أسواق الرحمة في ولاية قسنطينة فتحت أبوابها أمام الفقراء والمحتاجين أياما قبيل حلول الشهر الفضيل، وهو ما سمح لهذه الفئة باقتناء ما يلزمها خلال شهر الصيام بأسعار معقولة .
وتابع بوهنقل، أن أسواق الرحمة هذه السنة عرفت إقبالا كبيرا قبل حلول الشهر الفضيل، لافتا إلى أن هذه السنة تميزت بوفرة جميع المواد الغذائية بما فيها السميد والزيت الذي كان يعرف ندرة كبيرة في شهر رمضان خلال السنوات الماضية.
تخفيضات 10 بالمائة لمختلف السلع الاستهلاكية في أسواق الرحمة:
و من جانبه كشف عضو المكتب الولائي للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين لقسنطينة أوشريف مراد، عن فتح أسواق الرحمة عبر 12 بلدية على مستوى الولاية .
وأكد المتحدث أن أسواق الرحمة عرفت إقبالا كبيرا للمواطنين الذين أبدوا ارتياحا كبيرا لأسعار مختلف السلع الاستهلاكية.
كما أكد عضو المكتب الولائي للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن أسواق الرحمة هذه السنة في مدينة قسنطينة عرفت انتعاشا كبيرا لمختلف السلع، وبأسعار معقولة عكس السنوات الماضية، كاشفا أن نسبة التخفيضات بهذه الأسواق قدرت بأكثر من 10 بالمائة مقارنة بالأسواق الحرة.
وكانت مديرية التجارة لولاية قسنطينة، قد اتخذت جميع الإجراءات لفتح الأسواق الجوارية بولاية قسنطينة، من أجل توفير السلع بأسعارمنخفضة، حيث باشرت بجملة من الإجراءات، والتدابير الكفيلة بضبط وتنظيم السوق المحلية بمختلف المواد الواسعة الاستهلاك، وكذا محاربة الندرة خلال الشهر الفضيل، وهذا حرصا على تنفيذ سياسة الدولة الرامية إلى ضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي الذي أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بضمان مختلف المواد الواسعة الاستهلاك.
أسواق الرحمة..وفرة في المنتوج وانخفاض الأسعار:
ومن جانبها قالت رئيسة جمعية الحماية والدفاع عن المستهلك لولاية قسنطينة كليل سكينة، أن أسواق الرحمة هذه السنة عرفت إقبالا كبيرا للمواطنين، نظرا لانخفاض في أسعار مختلف المواد الغذائية .
وأكدت المتحدثة، أنها هيئتها قامت بزيارات ميدانية لمختلف أسواق الرحمة بولاية قسنطينة، على غرار سوق الرحمة ببلدية “عين اسمارة”، هذا الأخير الذي شهد انخفاضا كبيرا في أسعار الخضر والفواكه، الأمر الذي إستحسنته جمعية الحماية والدفاع عن المستهلك.
وأكدت المتحدثة أن هذه الأسواق عرفت وفرة المنتوج بقوة وانخفاض في أسعار مختلف السلع الاس
تهلاكية ، لتمكين المستهلك من اقتناء حاجياته الضرورية بأسعار تنافسية.