تابع الحدث: سعيد بن عياد
كشفت وزير الثقافة والفنون مولوجي لدى افتتاحها الطبعة الأولى لأيام الجزائر للفنون والعمارة عن تنظيم ورشة وطنية واسعة المشاركة بتاريخ 25 جانفي 2024 حول تشخيص وإثراء القانون رقم 98-04 المتعلق بحماية التراث الثقافي ومنه الممتلكات الثقافية العقاري من معالم ومواقع وذلك، كما أوضحت، من أجل تعزيز هذا القانون وملأ الفراغات.
وبعد أن حيّت الوزيرة مؤسسة المدينة والعمارة على المبادرة بتنظيم الطبعة الأولى لأيام الجزائر للفنون والعمارة، أكدت أن حفظ وحماية التراث الثقافي المادي واللامادي يعدّ من أهم القضايا ذات الأولية، مشيرة إلى أن إنشاء المدن وفق التطور ينبغي ربطها بجانب الأصالة مع تكثيف الجهد المعرفي والتقني كون العمارة أساسا هي إنتاج وظيفي وفني كونها تتأثر بمختلف العلوم التطبيقية والإنسانية وبالذات الرياضيات.
وذكّرت مولوجي أن للجزائر ثراء حضاري وتنوع جغرافي انعكس على تاريخ العمارة فيها وساهم في إنتاج ارث ثقافي هوياتي يتطلب العمل جميعا على الحفاظ عليه وحمايته وتثمينه، مبرزة الجهود التي تبذلها الدولة لحماية التراث الثقافي بجميع مكوناته آخرها تسليم 116 مهندسا معماريا شهادات اعتماد في سبتمبر الماضي يسمح لهم بالمساهمة في هذا المسعى.
وختمت الوزيرة، التي تم تكريمها نظير عنايتها بالتراث المعماري، معلنة بتكفل وزارة الثقافة والفنون بطبع ونشر فعاليات هذا اللقاء من أجل تعميم الفائدة للطلبة والباحثين في علوم العمارة،
من جانبه عبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التراث والمدينة والعمارة المهندس فريد بن سالم عن شكره لوزارة الثقافة لرعايتها هذا الموعد العلمي والفني ومرافقتها هذه الفعاليات التي سوف تأخذ مستقبلا طابعا جهويا ومتوسطيا لتحول بلبادنا إلى وجهة للمعماريين من شمال إفريقيا والوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأكد بن سالم أن مؤسسة التراث والمدينة والعمارة تسعى جاهدة منذ تأسيسها قبل سنة لتكريس الهوية الجزائرية من خلال العمارة، وهو ما ستتعرض له نشاطات هذا اللقاء على مستوى سلسلة محاضرات وورشات متخصصة إلى جانب معرض يقدم أفضل الإبداعات المعمارية المتصلة بالتراث الوطني، يقدم للجمهور مشهدا متكاملا عن دور الهندسة المعمارية في حماية وترقية العمران بهوية جزائرية وكذا القدرات الموجودة لحماية التراث المعماري.
وبالمناسبة تم تكريم عدد من المؤسسات والأسماء الإعلامية التي رافقت هذا الحدث من بينهم الصحفي سعيد بن عياد عن جريدة “العصر نيوز” التي تخصص مساحة واسعة للنشاطات الثقافية والفنية من بينها المسائل المتعلقة بالعمران والتراث المادي واللامادي قناعة أن الانخراط في مسار التطور مع الارتباط بالأصالة ومنها العمارة هو مصدر مناعة أمام العولمة.
وعبر عدد من المشاركين عن تثمينهم لهذا الحدث لما يمثله من حرص على إبراز الكفاءات الإبداعية في مجال العمران وجدوى تعزيز العلاقة بين المهنيين والباحثين حول هدف واحد الرقي بالعمران الجزائري وحماية التراث المعماري حفاظا على هوية الانتماء.
وفي حوار مع مهنيين من القطاع على هامش اللقاء، أجمع كل من المهندسين المعماريين، شنيتي عبد الكريم وبن بهوش عبد المالك، وعبد الباقي ظريف من ناحية سطيف على أن التكامل بين أطراف معادلة العمران من مكتب دراسات وصحاب مشروع ومقاولة الانجاز هو أفضل ضمان لبلوغ مستوى عال من الجودة والمعايير العالمية بحيث تلعب الثقة والحوار المهني دورا حيويا في تجسيد المشاريع من طرف جزائريين لديهم كل الطاقات والكفاءة في الميدان، بحيث لا ينبغي ان تكون المقاولة مجرد أداة وإنما طرفا معنيا في المشروع العمراني يساهم كقوة اقتراح من خلال كفاءاته البشرية في تقديم إضافة.
وعبروا عن رغبتهم كما نظرائهم في المهنة في تنظيم لقاءات مفتوحة على معماريين أجانب لإثراء الخبرات وتنافسية الإبداع في ظل تقاسم نفس الشغف على مسار احترافي يقود حتما إلى الارتقاء بالأداء عنوانه الإتقان والدقة بعيدا عن قوالب أكل عليها الدهر وشرب.ذ
كما أبدى لنا الأستاذ المعماري مصطفى معزوزي انطباعاته عن الحدث قائلا “إنها فرصة مميزة لعرض حال وواقع التراث المعماري والفني والثقافي وامتداداته الجهوية والمتوسطية والإفريقية”، مشيرا إلى قيمة المحاضرات على مختلف مشارب المتدخلين من دكاترة وأساتذة تتعلق بالبيئة القانونية والفنية والتراثية. وبعد أن نوّه بهذه المبادرة، أضاف الأستاذ الجامعي وقاضي لدى المحكمة الدولية بلندن للتحكيم والوساطة وفض المنازعات “سنعمل على وضع اللبنة الأولى لما سيكون عليه الأمر بعد مراجعة القانون المتعلق بالتراث الثقافي”.
للإشارة تتواصل أشغال “أيام الجزائر للفنون والعمارة” من 24 إلى 26 ديسمبر الجاري لتكون وجهة عشاق التراث العمراني بجوانبه الفنية والجمالية والإبداعية.