دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، يوم السبت، إلى ضرورة إستمرار وتكثيف الجهد الدولي لإتخاذ قرار في مجلس الأمن يقضي بوقف إطلاق النار فورا و إنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأدانت الخارجية في بيان نقلته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا), التصعيد الحاصل في مجازر الاحتلال والابادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ 78 على التوالي, خاصة بعد القرار الذي اعتمده مجلس الأمن أمس الجمعة لتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية الأساسية لهم, في رسالة صهيونية “رسمية واضحة” على تحدي المجتمع الدولي و استباق تنفيذ القرار بخلق المزيد من الظروف والمناخات بالميدان التي تعطل تنفيذه.
وأشارت الوزارة إلى أن “ذلك يتضح من خلال التصعيد الحاصل في عدوان الاحتلال في جميع مناطق قطاع غزة من شمالها إلى وسطها إلى جنوبها, بالرغم من التحذيرات الدولية والأممية والمنظمات الدولية المختصة من حجم الكارثة الإنسانية التي تتعمق يوما بعد يوم”.
وأكدت أن الكيان الصهيوني لم يترك للمدنيين الفلسطينيين أي فرصة لالتقاط أنفاسهم والتمتع بلحظة هدوء إنسانية انتظارا لوصول تلك المساعدات, “بل يغرقهم في دوامة من الموت والنزوح, من القتل إلى القتل الجماعي, أو يتركهم ليموتوا أحياء بسبب سياسة التجويع, والتعطيش وانعدام الدواء والعلاجات التي يحتاجها أي انسان”.
إصابة شابين برصاص الإحتلال الصهيوني غرب رام الله
وأصيب شابان فلسطينيان بالرصاص الحي، يوم السبت، خلال مواجهات مع قوات الإحتلال الصهيوني في قرية “دير أبو مشعل شمال” غرب رام الله، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها بأن شابين أصيبا برصاص الاحتلال, أحدهما بالرصاص الحي في ظهره والآخر في القدم, نقلا على إثرها إلى المستشفى, لتلقي العلاج.
وأضافت المصادر ذاتها, أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وتمركزت في المنطقة الغربية منها وداهمت عددا من المنازل, وأحد المحال التجارية وفتشتها.
وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين, بشكل يومي, حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني, تصحبها اعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين.
وزادت وتيرة حملات الاعتقال بالتزامن مع العدوان غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين العزل, معظمهم من الأطفال والنساء.
الكيان الصهيوني لم ولن يحقق ما يصبو إليه
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، رائد ناجي، أن الكيان الصهيوني لم ولن يستطيع تحقيق ما يصبو إليه من خلال عدوانه على غزة، بل تواجه حكومته ضغوطا كبيرة على عدة أصعدة، أبرزها من أهالي المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وكذا من مخلفات التضارب الواضح بين الجانبين العسكري والسياسي داخل الكيان.
وأفاد ناجي في حوار لـ”وأج” أنه بعد 78 يوما من العدوان على غزة, وقع الكيان الصهيوني في “مأزق كبير جدا, حيث لم ولن يستطيع تحقيق ما يصبو إليه في القطاع”, مبرزا أن قيادة الاحتلال “تعيش ضغوطا كبيرة نتيجة بقاء أسراها محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية وعدم تمكنها من تحريرهم, وكذا الضغط الممارس من قبل أهاليهم والمتعاطفين معهم من خلال تنظيم مسيرات ووقفات تندد وتطالب بإطلاق سراحهم وبفشل الحكومة”.
وأضاف أن الاحتلال الصهيوني وصل بعد أكثر من شهرين من العدوان إلى “وضع حرج, مما جعله يفكر بالخروج منه بأقل الخسائر وهو الأمر الذي يوضح جليا التضارب بين الجانبين العسكري والسياسي” في الكيان الصهيوني.
واعتبر أن الوصول إلى هدنة إنسانية ثانية بعد الأولى التي امتدت من 24 نوفمبر الى الفاتح ديسمبر, أصبح “أكثر تعقيدا” لأن المقاومة الفلسطينية باتت تدرك تماما ما يفكر به الاحتلال.
وتطرق المتحدث أيضا الى المقاومة التي, “وإلى غاية هاته اللحظة, تسير المعركة باستراتيجية وبذكاء, ما تزال قواتها في جاهزية تامة وقدرات عالية تظهر من خلال الفيديوهات التي تنشرها والتي تدل على أنها قادرة على الرد على الاحتلال” الصهيوني, مشيرا إلى أنها “لن تذهب إلى صفقة جزئية أو صفقة يراد منها الضغط عليها أو جس نبضها”.
وعن التضارب الذي يحدث داخل الكيان الصهيوني بين جانبه السياسي والعسكري, كشف ناجي أن ذلك راجع لعدة أسباب من بينها “تأثر سمعة نتنياهو وحكومته الصهيونية المتطرفة, وكذا التحرك الكبير لأهالي المحتجزين والمتعاطفين معهم وما يشكله من ضغط على الكيان, في وقت لا يهتم فيه جيش الاحتلال بقضية الأسرى ولا يكترث لأرواحهم و إنما يتجه فقط إلى مزيد من القتل والتدمير”.
كل هذه المعطيات بالإضافة إلى أصداء المعركة والتي تشير إلى عدد الجنود الصهاينة الذين قضت عليهم المقاومة الفلسطينية وكذا الآليات المدمرة, “وضعت رئيس الوزراء الصهيوني في موقع حرج وجعلته يفكر بالخروج من هذا العدوان بأقل الخسائر وهو ما يبرز جليا التضارب بين الجانبين العسكري والسياسي داخل الكيان الصهيوني”.
وعن سؤال يتعلق بتماطل مجلس الأمن وارجائه في كل مرة التصويت على مشروع قرار حول الوضع في غزة (القرار اعتمد أمس الجمعة بعد عدة تأجيلات ويطالب بتوسيع نطاق المساعدات المقدمة إلى غزة, دون التطرق لوقف العدوان), قال ناجي أن “المنظومة الغربية تتحكم في هذا المجلس وهي تدعم فكرة إطالة العدوان في غزة حتى لا تتهاوى مصالحها في المنطقة”.
وأوضح أن الهدف من هذا التماطل أيضا هو “إعطاء فسحة من الأمل والقوة في نفس الوقت للكيان الصهيوني حتى يفاوض على هدنة بشروط المنتصر وليس بشروط المغلوب والمنكسر”, بالإضافة إلى “ممارسة المزيد من الضغط على المقاومة وزيادة حدة العنف على المدنيين لتقبل هذه الأخيرة بشروط المحتل للتفاوض”.
اليونيسف: غزة أكثر الأماكن خطورة في العالم الآن
وعلى صعيد آخر قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”, تيس انجرام، يوم الجمعة، إن غزة الآن تعد أكثر الأماكن خطورة في العالم, وأن الوضع في القطاع غير آمن للأطفال والنساء, مؤكدة أن وضع الأطفال في غزة يسوء كل يوم, جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع.
وأضافت انجرام , أن الأطفال في غزة يفتقرون إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والطعام والدواء ويعانون من سوء التغذية والأمراض, داعية إلى ضرورة مساعدة النساء والأطفال في غزة من خلال إدخال المزيد من المساعدات الفورية ووقف إطلاق النار حتى يتسنى لليونيسف تمرير المزيد من المساعدات.
وأكدت انجرام أن المنظمة لا تستطيع الآن تلبية كل الاحتياجات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني, محذرة من الوضع المأساوي في القطاع بسبب قلة الدعم الطبي والمياه.
وأشارت انجرام أن اليونيسف تعمل مع كل الأطراف للتأكد من وصول أكبر كمية من المساعدات للقطاع مؤكدة أن المنظمة تحاول تقديم الرعاية النفسية للأطفال الذين يعيشون بشكل مروع ويؤثر بشكل بالغ على صحتهم النفسية وعلى أمهاتهم.
وأشارت إلى أن طواقم الأمم المتحدة لم ترصد خلالها سنوات عملها وضع مأساوي كالذي يحدث في غزة داعية إلى ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم حتي يتحقق الأمان بالنسبة لأطفال القطاع ونسائهم, فالأطفال في غزة يحاولون النجاة من تلك الكارثة بسبب القصف الصهيوني المستمر.
وأكدت أن العديد من الأطفال في مستشفى خان يونس يعانون من قصص مأساوية ,لافتة إلى أن المستشفيات في غزة لم تعد مكان آمن للأطفال والعائلات.
ونوهت إلى أن المنظمة تطلب الدعم من البلدان حول العالم, وتستقبل التبرعات من عدة دول, ولكن هناك دول كثيرة تطالب بوقف إطلاق النار لآنه الحل الوحيد الذي يحدث فارقا للأطفال, مشيرة إلى أن تداعيات الأزمات النفسية التي يمر بها الأطفال في غزة جادة, فهناك أطفال لا يتحدثون نتيجة ما عاشوه, وأنه من الصعب حاليا أن نقيم تأثير ما يحدث على الأطفال نفسيا على المدى البعيد.
حزمة مساعدات جديدة من روسيا لقطاع غزة
وسلمت روسيا نحو 20 طنا من المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة إلى مصر, وتشمل الغذاء والدواء والملابس وغيرها من المواد, حسب ما أفادت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, في اتصال هاتفي يوم الاثنين الماضي، مع الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, بمواصلة إمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية.
وخلال الاتصال, ثمن الرئيس عباس, مواقف الدعم السياسي الذي تقدمه روسيا في المحافل الدولية كافة, وما تقدمه من مساعدات إنسانية لقطاع غزة, وعلى إقرار إرسال مستشفى ميداني روسي.
كما جدد التأكيد على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية, ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية, وتوفير المياه والكهرباء والوقود, وتقديم ما يلزم من مساعدات ومنع التهجير.
و دعا الرئيس الفلسطيني إلى وقف العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني, والوقف الفوري والتام لإطلاق النار من أجل تجنيب المدنيين ويلات حرب الإبادة والقتل والدمار الذي تقوم به آلة القتل الصهيونية على قطاع غزة.
“مراسلون بلا حدود” تتقدم بشكوى ثانية للجنائية الدولية
وأعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود”, أنها تقدمت يوم الجمعة, بشكوى جديدة أمام المحكمة الجنائية الدولية, بشأن “جرائم حرب” تتعلق باستشهاد سبعة صحفيين فلسطينيين في قطاع غزة بنيران جيش الاحتلال الصهيوني, في الفترة ما بين 22 أكتوبر و15 ديسمبر الجاري.
وذكرت المنظمة, أن الصحفيين المذكورين في هذه الشكوى, كانوا “ضحايا هجمات ترقى إلى مستوى “جرائم حرب”, وأنه تم استهدافهم كصحفيين بشكل متعمد”.
وتقدمت منظمة “مراسلون بلا حدود” في 31 أكتوبر الماضي, بأول شكوى للمحكمة الجنائية الدولية, بشأن “جرائم حرب” ارتكبها الكيان الصهيوني, منذ السابع من الشهر ذاته, تتعلق ب 7 صحفيين آخرين استشهدوا تحت نيران الاحتلال.
وطالبت المنظمة, مدعي عام المحكمة بالتحقيق في جميع حالات اغتيال الصحفيين الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال, منذ 7 أكتوبر الماضي. (واج)