أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي، صباح اليوم الثلاثاء، على تدشين المعهد الوطني العالي للسينما في القليعة بولاية تيبازة، وذلك بالتزامن مع افتتاح السنة الجامعية 2024-2025 لطلبة المعاهد والمدارس العليا للفنون، حيث يُعتبر هذا الصرح الأكاديمي الجديد إضافة نوعية للمشهد الثقافي الجزائري، ويأتي تتويجًا لجهود مستمرة لدعم الفن السابع وتعزيز مكانة الجزائر في المحافل السينمائية الدولية.
وأكدت الوزيرة خلال كلمتها بالمناسبة -تلقت العصر نيوز نسخة منها- أن المعهد الجديد يحمل اسم المخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حامينا، وهو رمز من رموز السينما الجزائرية والعالمية.
ويعد حامينا -تضيف مولوجي- أول مخرج عربي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان “كان”، كما كان من أوائل من وثق كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية عبر الصورة السينمائية ، وقد أثنت الوزيرة على هذه القامة الفنية وأكدت أن تسمية المعهد باسمه تأتي وفاءً وتقديرًا لما قدمه للسينما الجزائرية والعالمية.
وأشارت مولوجي إلى الدور المحوري الذي لعبه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في تحقيق هذا المشروع، إذ أكدت أن افتتاح المعهد ما كان ليتم لولا الدعم المتواصل من الرئيس وتوجيهاته الحكيمة التي تولي الفنون والإبداع اهتمامًا كبيرًا، مؤكدة أن هذا الدعم يعكس إيمان القيادة بالدور الحيوي للفن في بناء الإنسان ودعم الهوية الثقافية الوطنية.
وأضافت الوزيرة أن المعهد سيصبح فضاءً للإبداع الفني، حيث سيوفر للطلاب فرصًا لتطوير مهاراتهم السينمائية من خلال تكوين علمي وعملي متكامل.
وسيعمل المعهد على إعداد جيل جديد من الفنانين القادرين على المنافسة في الساحة الدولية وتمثيل الجزائر بأفضل صورة، اضافة إلى أنه سيشكل جسرًا يربط بين الإبداع الفني والهوية الوطنية، إذ سيركز على الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، مع مواكبة أحدث التكنولوجيات في مجال السينما.
وأوضحت مولوجي أن هذا الصرح الأكاديمي لن يقتصر دوره على التعليم الفني فقط، بل سيسهم أيضًا في دفع عجلة الاقتصاد السينمائي، الذي يُعد من المجالات الحيوية في اقتصاديات الدول الكبرى.
وفي هذا السياق، أشارت الوزيرة إلى التعاون المثمر مع وزارة التعليم العالي ووزارة اقتصاد المعرفة، حيث تم توقيع اتفاقيات تهدف إلى دعم الطلاب والمبدعين الشباب في تحويل أفكارهم إلى مشاريع عملية وإنشاء مؤسسات ناشئة.
كما دعت الوزيرة إلى تعزيز التعاون بين المعهد الوطني العالي للسينما والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، لضمان مواءمة التعليم الفني مع متطلبات سوق العمل، وبما يلبي احتياجات التنمية الثقافية والاقتصادية في البلاد.
وفي ختام كلمتها، وجهت الوزيرة رسالة إلى الأساتذة والمؤطرين، حاثة إياهم على بذل أقصى الجهود لتقديم تعليم متميز، وإلى الطلبة بضرورة العمل بجد واجتهاد لتحقيق أحلامهم والمساهمة في إثراء السينما الجزائرية، فبافتتاح هذا المعهد، تكون الجزائر قد خطت خطوة مهمة نحو تعزيز حضورها في الساحة السينمائية الدولية، وتأكيد مكانتها كمنارة للفن والثقافة في العالمين العربي والإفريقي، مع تطلع دائم نحو التفوق والتميز على المستوى العالمي.
حسناء زكري
المصدر: وزارة الثقافة