أشاد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي “الأرندي” مصطفى ياحي، اليوم السبت من معسكر بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف لـ 8 مارس من كل سنة، بالدور الذي تلعبه النساء الجزائريات على كافة الأصعدة، ومنذ الأزل إلى يومنا هذا، معتزا بنضالهن وكفاحهن.
وقال ياحي في كلمة ألقاها بالمناسبة “لقد تمكنت المرأة الجزائرية بفضل نضالاتها من تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية هامة ، تضمنها دستور 2020، الذي أقر المناصفة بين الجنسين في كل المجالات الوظيفية والانتخابية، ونص على حمايتها من كل أشكال العنف، ونحن في الارندي نعزز باستمرار دور المرأة في الحقل السياسي وترقيته في كل المجالات الأخرى، وجسدنا ذلك من خلال تنصيب اللجنة الوطنية للمرأة وهيكلتها عبر كل المكاتب الولائية في وطننا العزيز، اعترافا منا بمكانة المرأة في المجتمع الجزائري، وإيمانا بحتمية انخراطها في عجلة التنمية الوطنية، وخاصة منها المرأة الماكثة بالبيت و الريفية”.
وتابع ياحي “إن التجمع الوطني الديمقراطي يؤكد ويناضل بأن تكون المرأة فاعلا من فواعل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا نجعل منها ورقة انتخابية فقط”.
ووأردف “من المكاسب أيضا التي تحققت للمرأة في هذه السنة، هو قانون النفقة الجديد الذي تلتزم من خلاله الخزينة العمومية بدفع مستحقات النساء المطلقات والأبناء المحضونين في حال عجز الأب على تسديدها، كما يصب هذا القانون في إطار التزام الدولة بطابعها الاجتماعي والتكفل بالفئات الهشة والمستضعفة.
فالبرغم من كل هذه المكاسب التي حققتها المرأة ، فإنني أطالبكن بالمزيد من الانخراط القوي والفعلي في الحياة السياسية، واستثمار كل المساحات المتاحة لفرض مكانتكن أكثر ، كعنصر فعال خدمة للمجتمع وللجزائر”.
وأضاف “في هذا المقام ، لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إجلال واحترام أمام المرأة الفلسطينية والصحراوية ، نظير كفاحها وتضحياتها الجسام ضد جرائم الاحتلال المغربي والصهيوني الظالم المتوحش”.
كما تقدم ياحي باسم نساء الجزائر بعبارات الاعتزاز والافتخار النساء فلسطين والصحراء الغربية قائلا “فباسمكن يا حرائر الجزائر، نتوجه برسالة فخر واعتزاز ودعم إلى المرأة الفلسطينية الشامخة، الصامدة، المرابطة، الثابتة على أرض غزة العزة في فلسطين المحتلة، تلك المرأة التي تقف كالجبل الشامخ تصنع التاريخ، ببسالتها وشموخها وثباتها وصبرها، رغم بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، فلا تزال المرأة الفلسطينية تنجب الأبطال المقاومين الذين سيحررون فلسطين من الصهاينة، كما لا ننسى المرأة في الصحراء الغربية التي تكافح لتقرير مصيرها، وتحقيق الاستقلال، أمام آلة الاحتلال المغربي الغاشم”.
من جهة أخرى ثمن ياحي عمل الحكومة في تطبيق إجراءات استثنائية خلال الشهر الفضيل، وقال “ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والمغفرة والاستقامة والعبادة والتكافل ، فإننا في الارندي بقدر مانثمن عمل الحكومة في تطبيق إجراءات استثنائية من خلال تسطير برنامجا تحضيريا يهدف إلى توفير وضبط السوق الوطنية بالمنتوجات ذات الاستهلاك الواسع، وتدعيم تموينها من خلال استحداث أسواق جوارية، مع تعزيز العمل الرقابي لمحاربة المضاربة والغش والجشع، التي هي آفات تتنافى مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية، فإننا بالمقابل، نطالب الحكومة بتسخير أكبر للمورد البشري والمالي داخل القطاعات المعنية بهذا البرنامج، كما نطالب من منتخبينا و مناضلينا عبر ربوع هذا الوطن العزيز، لتعزيز مجهودات الدولة الرامية إلى التضامن و التكاتف والتآزر ونكران الذات بين أبناء الوطن الواحد من أجل تمتين اللحمة الوطنية”.
وتابع “هي فرصة كذلك، لنجدد تهانينا للشعب الجزائري بافتتاح جامع الجزائر، الذي سيكون بدون شك، إشعاعا دينيا ورمزا ثقافيا ومعلما سياحيا مهما للجزائر، الذي سيحتضن آلاف الجزائريين في صلاة التراويح ، وهي رمزية ودلالة قوية على وحدة الجزائريين وتآخيهم ، وهنا، ندعو في الارندي القائمين على جامع الجزائر، إلى جعله قطبا علميا دينيا وسطيا متميزا، يكون مقصدا لطلاب العلم من أنحاء العالم، لاسيما من إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، ويحافظ على المرجعية الدينية للجزائر، ويحميها من كل مخاطر الاختراق الديني الذي تعمل عليه بعض المخابر الدولية، بهدف ضرب هوية الشعوب و استهداف أمنها واستقرارها.”
وبخصوص القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز قال ياحي “أن الأرندي عبر عن ارتياحه لمخرجات القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، ونجاح الجزائر في توحيد رؤى وبلورة مواقف مشتركة للدول الأعضاء ، المتمثلة في الدفاع عن سيادة قراراتها ومصالحها، والوقوف بالندية في وجه الدول المستهلكة وبعض القوى الغربية المهيمنة، التي تفرض ضغوطات وعقوبات وقيود اقتصادية ظالمة، لفرض سياسات الهيمنة على ثروات الدول”.
وأردف” في هذا الخصوص، فإننا في الأرندي نرفض ممارسات التشويش والتدخلات والضغوطات التي تمارسها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، التي تستخدم بعض المبررات الواهية، لاسيما مسألة تسقيف الأسعار وفرض جباية أحادية الجانب واستعمال ورقة المناخ، كلها نعتبرها في الارندي آليات ظالمة مخالفة للقانون الدولي.