حنان.ز
تشير الأرقام المسجلة سنويا إلى العشرات من حالات الغرق المميتة، بسبب خطورة بعض اماكن السباحة، التي تحولت إلى هاجس يثير تخوف العائلات، نظرا لحالات الوفيات التي تسجلها المصالح المعنية سنويا والتي تتزايد مع كل موسم جديد، خاصة بالولايات الداخلية أين يلجأ الأطفال إلى البحث عن أماكن للسباحة، دون وعي منهم بخطورة ذلك، حتى وإن وجدت مسابح خاصة فهي تشهد اكتظاظا كبيرا، و لا تلبي احتياجات الأطفال و المراهقين الباحثين عن الترفية، ما يدفع بهؤلاء إلى التوجه نحو البرك الخاصة بالمشاريع الفلاحية والمسطحات المائية والسدود، خاصة في فصل الصيف.
بالمقابل تسعى المصالح المعنية إلى اتخاذ تدابير خاصة مع اقتراب موسم الصيف لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة، من خلال وضع مخطط امني و برمجة حملات تحسيسية لتوعية العائلات و الشباب بخطورة ذلك، وهو ما كشف عنه المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية حفصي كريم في تصريح لـ” العصر نيوز”، و تعلق الأمر بتنظيم برنامج خاص من قبل المديرية العامة للحماية المدنية، استعدادا لموسم الاصطياف، تتمثل في إطلاق حملات تحسيسية و توعوية، للتحذير من السباحة في المسطحات المائية و السدود والبرك والأماكن المحظورة، خاصة بالولايات الداخلية.
و بحسب المتحدث، هذه الحملة عبارة عن قوافل جوارية تجوب مختلف القرى و المد اشر و الساحات العمومية بالإضافة إلى ندوات تحسيسية على مستوى دور العبادة و المساجد و النزول الميداني، إلى منابر الإعلام، بالإضافة إلى تنشيط دروس توعوية تحسيسية، لفائدة المتمدرسين قبل خروجهم من المدراس.
و أكد حفصي أن العملية انطلقت يوم 22 أفريل وستدوم إلى غاية نهاية موسم الاصطياف لسنة 2024، بحيث ستعمل الجهات المكلفة بذلك على غرس الوعي الوقائي، لدى مختلف شرائح المجتمع المدني، بتفادي الأرقام و الإحصائيات المسجلة خلال السنوات الفارطة، وتجنب وقوع حوادث مشابهة.
و أشار كريم حفصي إلى أن مصالح الحماية المدنية سجلت خلال السنة الماضية، حوالي 75 حالة وفاة مؤكدة، وقعت كلها على مستوى السدود و البرك، كما كشف محدثنا أن الضحايا اغلبهم ذكور و تراوح سنهم ما بين 15 و 35 سنة.
بالإضافة ذلك صرح الملازم كريم حفصي، أنه قد تم تسجيل حالات غرق أخرى على مستوى الشواطئ الممنوعة و المسموحة و التي قدر عددها بـ 214 ضحية، شهدتها شواطئ الجزائر خلال السنة الماضية.
و لتجنب مثل هذه الحوادث المؤسفة التي تحصد سنويا أرواح ضحايا اغلبهم من الأطفال، دعت الحماية المدنية العائلات الجزائرية قبل انطلاق موسم الاصطياف، بضرورة توخي الحيطة و الحذر، وتطبيق النصائح و الإرشادات و التعليمات التي تروج لها مختلف المصالح المعنية، وكذا وسائل الإعلام، من خلال مراقبة أطفالهم، وعدم السماح لهم بالولوج إلى المناطق المحظورة، خاصة الشواطئ الغير مرخصة للسباحة، وكذلك الشواطئ الصخرية، وخارج أوقات الحراسة، وأضاف حفصي في سياق حديثه إلى أن هذه الإجراءات والإرشادات تهدف، إلى قضاء صيف خالي من الحوادث المؤلمة، وتجنب الأرقام المرعبة لحالات الغرق.