تعمل الجزائر على وضع إستراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، من أجل أن تتمكن من الاندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بالتحول الطاقوي، حيث تسعى إلى تطوير قطاع الهيدروجين عبر ثلاث مراحل رئيسية، انطلاقا من البدء والتكوين 2023 – 2030، بهدف اكتساب التكنولوجيا والمهارات وتكوين العناصر البشرية، تمهيدا لإطلاق إنتاج الهيدروجين، ثم التوسع وإنشاء السوق 2030 – 2040 في ضوء المشروعات التجريبية، تليها مرحلة التصنيع والتصدير خلال الفترة 2040 – 2050.
وفي هذا السياق، قال عبد الرحمن مبتول، الخبير الطاقوي الدولي، مؤخرا، إن الجزائر “من شأنها أن توفر ما بين 10 إلى 15 بالمائة من حاجيات أوروبا من الهيدروجين الأخضر مع حلول عام 2035″، غير أنه يرهن تحقيق ذلك بالاستثمارات الأجنبية، إذ يؤكد أن “إحراز أي تقدم في إنتاج الهيدروجين الأخضر مرتبط بهذه الاستثمارات”.
وأوضح مبتول أن “رهان الجزائر على تطوير قدراتها من الهيدروجين الأخضر، يبقى مشروطا كذلك بالتقليص من الاستهلاك الداخلي للطاقة الذي وصل إلى حدود 50 بالمائة من مجموع الإنتاج الوطني للغاز”.
وتتوقع وزارة الطاقة الجزائرية، تحقيق إيرادات تقدر بـ10 مليارات دولار سنويا، بحلول عام 2040، وقال المدير العام للاستشراف بوزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، في تصريحات صحفية، إن “نوايا الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر في الجزائر، تقدر بما بين 25 و30 مليار دولار”.
وكانت الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك وشركة الغاز الألمانية VNG-AG، وقعتا نهاية العام الماضي، مذكرة تفاهم من شأنها السماح بإطلاق “أول مشروع نموذجي” مختص بإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر بطاقة تقدر بنحو 50 ميجاواط، بهدف التحكم في التكنولوجيا المرتبطة بهذا المجال.
وقبل حوالي سنة ، وقعت الجزائر وإيطاليا اتفاقية بشأن بناء خط غاز جديد يمكنه نقل الهيدروجين من الجزائر إلى جزيرة سردينيا الإيطالية في البحر المتوسط، إضافة إلى اتفاق بين شركتي “إيني” الإيطالية وسوناطراك الجزائرية، لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق مشروع تجريبي على مستوى حقل رباع الشمال جنوبي الجزائر الذي يهدف إلى الحد من البصمة الكربونية لمصنع الغاز في هذا الحقل. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية)