حسناء زكري
تعكف ربات البيوت على تجميد عديد الخضر والفواكه واللحوم وبعض الأغذية نصف الجاهزة استعدادا لشهر رمضان الكريم، حيث تختلف الغايات وتختلف معها المواد الغذائية المعنية بالعملية، فبحسب استطلاع قامت به “العصر نيوز”، عبر موقع فايسبوك، تبين أن ما معدله 3 من أصل كل 5 نساء يلجأن إلى تجميد الأطعمة خلال الشهر الفضيل.
تلجأ العائلات إلى اقتناء الخضر والفواكه الأساسية أو الأكثر استهلاكا وتجميدها في أكياس غذائية مع تقسيم الحصص على عدد أيام الاستعمال، بهدف توفير القليل من المال، بالإضافة إلى ربح الوقت وتقليل مدة البقاء في المطبخ بما يسمح بالحصول على الوقت اللازم للتعبد ومتابعة شؤون البيت الأخرى أو التوفيق بين الحياة المهنية وإرضاء رغبات وشهوات أفراد العائلة التي تزيد بشكل لافت في شهر الصيام.
كما تجد الكثير من النساء الجزائريات في الأغذية المجمدة، حلا عمليا وسريعا، خاصة بالنسبة للواتي تمنعهن ظروف عملهن أو دراستهن من الاهتمام بموائد أسرهن يوميا، فيصبح إعداد الأغذية ثم تجميدها، ومن ثم إخراجها عند الحاجة إليها، السبيل الوحيد المتبقي لهن، وهن يجاهدن الوقت والزمن والمشاغل الكبيرة للوفاء بكافة التزاماتهن.
قد يعتمد البعض على تجهيز بعض الأطعمة للاحتفاظ بها مجمدة فى بعض الأحيان لسهولة استخدامها، دون وعي منهم بخطورة بعض الأطعمة التي تكون ضارة لصحة مستهلكيها، وعادة ما تخلف مضاعفات صحية و مشاكل بالجهاز الهضمي و الإصابة بالقولون العصبي.
من جهة أخرى يحذر مختصون و أطباء من التأثيرات السلبية على صحة الجسم، بعد تناول هذه الأطعمة، فرغم إيجابياتها بالنسبة لربات البيوت والنساء اللواتي لديهن ارتباطات وملتزمات بمنصب عمل دائم، فإن الاحتفاظ بالمواد الاستهلاكية المختلفة في الثلاجة، سواء خلال شهر رمضان أو قبله أمر خطير جدا، و في هذا السياق حذر الدكتور امحمد كواش مختص في الصحة العمومية في تصريح لـ”العصرنيوز” من استهلاك المواد الغذائية المجمدة ، قائلا أنها تعتبر خطرا على صحة المستهلك، ويرجع ذلك حسب المتحدث إلى طرق حفظ وإعداد هذه الأطعمة، التي تتم عادة بطرق خاطئة، منها عدم احترام شروط النظافة، وحفظ تلك المواد في ظروف غير صحية، و غير مطابقة لمعايير و شروط الحفظ و التجميد، مثل استعمال العلب البلاستيكية و القارورات الغير مناسبة لتخزين الأطعمة.
بالإضافة إلى ذلك يضيف المتحدث أن هذه الأطعمة توضع داخل الثلاجة إلى جانب مواد غير صحية، التي قد تتفاعل معها و تسبب أضرارا على صحة المستهلك.
من جانب آخر حذر المتخص من طريقة استهلاك هذه المواد المجمدة، و التي يجب أن تستهلك بشكل كلي في حالة إخراجها من البراد، وينصح عدم إعادتها لاحقا للثلاجة و تخزينها مجددا، فبعض الأطعمة المجهزة لا تقبل التجميد أو إعادة التسخين، وقد تتسبب في بعض الأمراض منها الالتهابات المعوية، و أمراض الجهاز الهضمي، كما تسبب تسممات غذائية، تكون في بعض الأحيان قاتلة.
و صرح كواش أن تجميد الأطعمة يختلف من حيث المدة، و هو ما تجهله ربات البيوت أثناء تعبئة أكياس الحفظ، أين تتفاوت مدة التجميد من طعام لآخر، وهذا ما يجب مراعاته أثناء عملية التجميد، كما حذر المتحدث من استعمال مواد غذائية جاهزة و التي يتم اقتنائها من محلات البقالة، و إعادة تجميدها بدلا من استهلاكها مباشرة.
من جانبها تقول الدكتورة أمينة عباس طبيبة عامة بمصلحة النساء والتوليد بمستشفى بيلفور بالجزائر العاصمة، أن الأضرار الناجمة عن سوء حفظ الأطعمة المجمدة وخيمة جدا، تتسبب فيها البكتيريا المتنامية بشكل مضاعف جدا، ما ينجر عنه تسممات غذائية قاتلة، خاصة فيما يتعلق بالأغذية التي يتم تغيير حالتها الفيزيائية على سبيل المثال بشر البصل وتجميده ثم استعماله على مرات عديدة، هذا الأخير على حد وصف الدكتورة سم قاتل وقنبلة موقوتة.
كما حذرت المتحدثة هي الأخرى من تسخين الأكل المجمد عدة مرات، واحترام آجال وتواريخ حفظ كل مادة غذائية.
