قال المحلل السياسي التونسي, غازي معالي, أن الفلسطينيين الذين يواجهون العدوان الهمجي الصهيوني منذ 7 من شهر أكتوبر الماضي, خاصة في قطاع غزة “سيخرجون أقوى وأكثر إصرارا على الإستمرار في المقاومة”.
وأكد معالي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية (واج), أن وحشية الكيان الصهيوني “سترسخ بين الفلسطينيين قيم المقاومة والحقيقة التاريخية التي مفادها أن الاستقلال ينتزع وأن الحرية لا تعطى”.
وأضاف “سيخرج الفلسطينيون أقوى وأكثر تصميما على مواصلة المقاومة”,مشيرا الى انحياز الغرب “بشكل صارخ” فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا السياق, أكد المحلل السياسي أن انحياز الغرب للكيان الصهيوني يظهر بوضوح طبيعته الحقيقية التي تتناقض مع خطاباته وقيم حقوق الإنسان التي يزعم الدفاع عنها وأنها مجرد “شعارات خادعة” لتحقيق وتبرير مصالحه, موضحا أن” الكيان الصهيوني كيان استعماري يمثل المصالح الجماعية للغرب”.
ولذلك فمن الطبيعي, بحسب تحليله, أن تقوم الحكومات الغربية بدعم الكيان الصهيوني, حيث ترى نفسها جزءا لا يتجزأ من العدوان إلى جانب الصهاينة.
10.468 شهيد وأكثر من 27 ألف جريح
وبشان الوضع الميداني أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية إلى 10.468 شهيدا وأكثر من 27 ألف جريح, حسب ما ذكرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) يوم الثلاثاء.
وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي أن 10305 شهداء ارتقوا في قطاع غزة وأصيب أكثر من 25 ألفا. وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 163 والجرحى إلى نحو 2300 وذلك منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وقالت إن من بين الشهداء 4237 طفل و2719 سيدة و631 مسن فيما بلغ عدد المفقودين نحو 2350 مواطن بينهم أكثر من 1300 طفل.
وأشارت إلى توقف 18 مستشفى عن العمل من أصل 35 يضم مرافق للمرضى الداخليين, كما تم إغلاق 71 بالمائة من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وأوضحت أن الأطباء ما زالوا مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير.
وأضافت الوزارة أن 117 ألف نازح إلى جانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية.
وذكرت أن هناك 1.5 مليون مواطن نزحوا في غزة داخليا, ما يعادل أكثر من 70 بالمائة من سكان القطاع حيث يعيش نحو 690.400 مواطن في 149 ملجأ طوارئ مخصصا للأونروا.
كما يقيم 121750 مواطن في المستشفيات والكنائس والمباني العامة الأخرى وحوالي 99,150 في 82 مدرسة غير تابعة للأونروا ويقيم النازحون المتبقون الذين يبلغ عددهم 600 ألف شخص مع عائلات مضيفة حيث انتقل 150 ألف مواطن لمراكز الإيواء في الأيام القليلة الماضية بحثًا عن الطعام والخدمات الأساسية.
ويعاني 15 بالمائة من النازحين قسرا من إعاقات مختلفة, كما أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة بشكل كاف لتلبية احتياجاتهم, كما تلوح في الأفق كارثة صحية عامة في ظل النزوح الجماعي واكتظاظ الملاجئ.