نظمت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني ندوة خاصة في إطار مجموعة من الحملات التحسيسية تحت عنوان “الوعد المفعول ” لتذكير الشعب الجزائري بضرورة الثبات والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني خاصة العائلات المنكوبة بقطاع غزة، من خلال تقديم الدعم المادي لها، الذي يكون عبر التبرع بالأموال لإيصال المساعدات لسكان القطاع.
وفي السياق كشفت المنسقة الوطنية للجمعية سارة شريفي عن النتائج الإيجابية التي تحققها مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الصهيوني، و تسببها في تكبيد تلك الشركات خسائر اقتصادية معتبرة، مضيفة أن كل سنتيم ينفق لشراء هذه المنتوجات هو مساهمة في قتل الأبرياء من الشعب الفلسطيني، و دعت المتحدثة إلى عدم التوقف عن المقاطعة، وتعميم الفكرة من جديد، و السعي لتقديم المساعدة بدلا من الشعور بالإحباط و اليأس، نتيجة الصور البشعة التي يشاهدها العالم عبر الشاشات و وسائل الإعلام.
بالمقابل صرحت شريفي أن الجمعية تنشط في العمل الخيري لصالح القضية الفلسطينية منذ سنوات، وتعمل على إيصال الإعانات مهما كلف ذلك، حيث يسهر أعضاء المكتب بالقطاع على توزيعها بالمخيمات و مراكز الإيواء، و أضافت أنه بعد معركة طوفان الأقصى، كل مشاريع الجمعية هدمت، من بينها مقر مكتبها هناك، و كذا عدة مستشفيات تم بناؤها من طرف محسنين جزائريين على غرار مستشفى حاسي مسعود، و مدرسة الأيتام “البشير الإبراهيمي” ودار الشباب، ورغم ذلك لم و لن تتوقف المساعدات لحد الآن بحسب المتحدثة.
وتطرقت شريفي إلى الحملة التي تعرض لها مدير المكتب بقطاع غزة، بعد 20 محاولة اغتيال من قبل الجيش الصهيوني، و الذي لم يلتق بعائلته منذ 5 أشهر أين يقف على قدم و ساق من أجل استقبال المساعدات الإنسانية الجزائرية عبر معبر رفح بالتنسيق مع السلطات المصرية، حيث لا تزال الجهود متواصلة لإيصال طرود إطعام يومية ، و ذبائح “عقيقة” و عجول موجهة للذبح وتوزيع لحومها، كما كشفت الجمعية أن الجزائريين ساهموا في التبرع ب 500 خيمة تم إيصالها للنازحين في غزة بالشراكة مع الجيش المصري الذي تولى مهمة تجهيزها، كما ساهموا في تلبية نداء طبيب فلسطيني لتدعيمه بمعدات طبية من أجل مساعدته في عمله التطوعي لإسعاف الجرحى.
و أكدت المتحدثة أن الجمعية لها طرقها الخاصة في عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح، ثم باقي المحافظات، وتأسفت بخصوص الوضع الإنساني في غزة الذي أضحى ما يقال عنه أنه كارثي ولا يحتمل، بعدما تعود أغلبنا على تلك المشاهد و أصبحت مألوفة لهم.
و شددت المنسقة العامة لجمعية البركة خلال حديثها على ضرورة التذكير بوضع الشعب الفلسطيني في حياتنا اليومية و أن نعيش ما يعانونه بقلوبنا و أفئدتنا، و عدم ادخار أي جهد في التبرع بالمساعدات مهما كانت، وعادت سارة شريفي للحديث عن دور المقاطعة لمختلف المنتوجات و العلامات التجارية و تعويضها بمنتوجات محلية، قائلة أن المقاطعة حرب لا هدنة فيها، وواجب علينا الاستمرار فيها دعما لإخواننا الذين يقتّلون في أرضهم ويشردون من ديارهم، وأردفت بالقول “لا تدفع ثمن رصاصهم”.
للإشارة فقد نظمت هذه الندوة بالمدرسة القرءانية “دار القرءان” لمسجد الرحمان بمدينة براقي بالجزائر العاصمة، بالتنسيق مع فرع الجمعية لبلدية براقي، لحثهم وتذكيرهم على ضرورة مساعدة ومساندة إخوانهم بغزة بما قل أو كثر ، خاصة وأننا في شهر الصيام، ومئات الآلاف ممن نزحوا من بيوتهم ينتظرون وصول مساعدات إنسانية لهم، تحميهم من شبح المجاعة الذي يحوم حولهم ويخطف منهم أحبابا بغتة، دون إنذار.
حسناء زكري