أشاد الفنانون والمثقفون المشاركون في الطبعة الـ 13 للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس يوم الجمعة بالدور الهام لهذا الحدث الثقافي في إكتشاف المواهب الشابة.
وأبرز المتدخلون في يوم دراسي حول مسيرة “المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس منذ 2007 إلى 2022” المنظم على هامش هذه التظاهرة الثقافية التي افتتحت أمس، الخميس، أهمية هذا المهرجان الذي فتح المجال لاحتضان المواهب الشابة على مدار 12 طبعة خلت، حيث تزايد عدد الفرق المشاركة التي تقدم عروضا مسرحية في المستوى.
وأوردن (واج) ان الفنان, دين الهناني ابرز أن المسرح الجهوي لسيدي بلعباس لطالما كان ركيزة تنطلق منها المواهب الشابة التي سطع نجمها على ركح المسرح وقدمت عروضا متميزة ترقى للمستوى المطلوب لأبي الفنون, مشيرا إلى أن هذه المؤسسة الثقافية شكلت منطلقا للارتقاء بالممارسة المسرحية والفنية من خلال ورشات العمل المنظمة والعروض المميزة.
و من جهته، يرى رئيس جمعية “الموجة” لمستغانم جيلالي بوجمعة أن المهرجان الثقافي المحلي لسيدي بلعباس عرف على مر الطبعات استقطابا للجمهور الذواق للفن الرابع والمتعطش للعروض المسرحية القيمة التي تحمل رسالات هادفة وتعالج قضايا المجتمع بشكل يستهوي عشاق المسرح الذين يؤكدون حضورهم دوما في كل الدورات.
و أجمع المتدخلون في هذا اليوم الدراسي أن الجمهور الحاضر ضمن هذه التظاهرة الثقافية كان متشوقا لمثل هذه اللقاءات التي تجمعه بفنانين متميزين يمثلون مختلف الجمعيات التي ظلت وفية لهذا الموعد الثقافي من خلال ظهورها في عدة طبعات على غرار جمعية الموجة من مستغانم وحركة مسرح القليعة و غيرهما من الفرق.
وتم خلال هذا اليوم الدراسي عرض كافة الأعمال الفنية التي قدمت خلال الـ 12 طبعة نظمت في إطار المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس منذ سنة 2007 وكذا التكريمات المقدمة والنقاشات والإضافات التي حملتها كل طبعة وذلك بحضور مدراء المؤسسات المسرحية و رؤساء الفرق و التعاونيات و الجمعيات المسرحية و الأسرة الفنية حيث تم التطرق كذلك لمواضيع تتعلق بتقييم المسيرة على مدار 12 سنة و أخرى تتعلق بالجمهور و بالإبداع المسرحي.
للإشارة, فقد برمج خلال اليوم الثاني من هذه التظاهرة الثقافية مسرحيتي “دار ربي” من تأليف ولد عبد الرحمان كاكي و إخراج موفق محمد الأمين، للجمعية الثقافية موريسطاقا للفنون الدرامية المسرحية والسينمائية (مستغانم) و”دوار العميان” نص و إخراج يحياوي محمد مصطفى عن رواية بلد العميان لجورج هربرت ويلز للجمعية الثقافية “تياترو” شباب تيارت.
ست فرق متنافسة بحضور مميز لعشاق الفن الرابع
وإفتتحت مساء يوم الخميس بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس فعاليات الطبعة الـ 13 للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بمشاركة ست فرق متنافسة وذلك بحضور جماهيري مميز لعشاق الفن الرابع.
وأبرز ممثل وزيرة الثقافة والفنون الحاج محمد يحياوي بمناسبة مراسم الافتتاح أن هذه التظاهرة، التي تقام في ظرف استثنائي متمثل في العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الجريح، تمثل اضافة نوعية للمشهد الثقافي والمسرحي في الجزائر.
وأضاف أن هذه الطبعة تأتي تزامنا مع صدور القانون الخاص بالفنان الذي يسمح للفنان المسرحي بأن يكون محصنا.
ومن جهته ذكر والي سيدي بلعباس سمير شيباني لدى افتتاح التظاهرة أن هذه الطبعة ستكون مميزة بعروضها وتكريماتها ومناقشاتها اضافة الى الندوة الفكرية الخاصة بمسيرة المهرجان مما سيجعل من هذا اللقاء فضاء لتبادل المعارف وتطوير الخبرات وتقديم مشهد مسرحي لجمهور الولاية من عشاق الفن الرابع.
وعرفت مراسم انطلاق فعاليات هذا المهرجان تنظيم استعراض للفرقة النحاسية للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للحماية المدنية للدار البيضاء (الجزائر العاصمة) وذلك على مستوى الساحة العمومية 1 نوفمبر وببهو المسرح الجهوي فضلا عن تقديم وصلات غنائية تدعم القضية الفلسطينية.
كما شمل عرض الافتتاح لهذه الطبعة التي عرفت حضورا مميزا لعشاق الفن الرابع وكذا الطلبة الجامعيين من كلية الآداب واللغات والفنون ، تقديم عرض “أزقة الأبطال” من طرف الحماية المدنية (الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للدار البيضاء).
وأبرز محافظ المهرجان جرورو رشيد أن هذه الدورة المتواصلة على مدار أربعة أيام تهدف إلى تحقيق التواصل والتلاقح الفكري والإبداعي بين الفرق الستة المتنافسة حيث تم برمجة عديد الأنشطة ضمن برنامج ثري.
وبرمج تقديم عرضين مسرحيين سهرة كل يوم من فعاليات المهرجان وعرض ضمن حفل الاختتام فضلا عن تقديم ورقات نقدية مفصلة على ضوء العروض الستة المبرمجة ضمن المنافسة الرسمية يشرف عليها أساتذة وأكاديميون مختصون حسب ذات المصدر.