يقبل الجزائريون قبيل حلول شهر رمضان المعظم، على اقتناء مختلف السلع والمنتوجات التي تلبي احتياجاتهم، من خضر وفواكه ومواد استهلاكية ومعلبات، وحتى الأواني وبعض الأثاث، حيث توفر السلطات نقاط بيع في شكل أسواق جوارية، فقد أعلنت مصالح ولاية الجزائر عن افتتاح 21 سوقا جواريا موزعا عبر 14 مقاطعة إدارية بالولاية، لتغطية احتياجات المواطنين وتسهيل عملية اقتناء السلع الخاصة برمضان.
وفي جولة ميدانية قادتنا إلى بعض هذه الأسواق، اقتربت “العصر نيوز” من بعض المواطنين، للاستفسار عن آراءهم حول مثل هذه الأسواق، أين استحسن هؤلاء مثل هذه المبادرات التي تراعي القدرة الشرائية للمواطن، وفي هذا الصدد تقول “الحاجة فاطمة” التي التقيناها بسوق القبة، أن هذه الأسواق متنفس ذوي الدخل المحدود، فهي تناسب القدرة الشرائية للمواطن الجزائري البسيط، خاصة في شهر رمضان أين تكثر المصاريف وتزيد الحاجة إلى المواد الاستهلاكية أكثر من الأيام العادية، وتضيف “الحاجة فاطمة” مازحة “ليت كل الأيام رمضان حتى يتسنى لنا نيل البركة وتخفيضات الأسعار”.
ومن جهة أخرى يقول “عمي ابراهيم” رب أسرة متقاعد، التقيناه بسوق حسين داي، بأن مثل هذه الأسواق رحمة للمواطن البسيط، حيث أشار إلى أن الأسعار “معقولة” بالنسبة لبعض السلع كالبقوليات ومشتقات الحليب وبعض الخضر على غرار الجزر، مبرزا أن الفرق في أسعار بعض المنتجات مع ما هو موجود في المحلات العادية يناهز أحيانا نسبة 30 في المائة، (في بعض المنتجات وليس أغلبها، فبحسب جولة قمنا بها في الأسواق العادية على غرار سوق الخضر والفواكه ببلدية براقي لاحظنا انخفاض الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية، ولا تختلف عن أسعارها في الأسواق الجوارية، وهذا راجع إلى انتشار الرقابة من طرف السلطات، وزيادة الوعي لدى التجار)، وأضاف “عمي ابراهيم” بأنه يتمنى تعميم هذه المبادرة على كامل أيام السنة بحكم الأسعار التي اعتبرها “جد منخفضة” و “في متناول المواطن البسيط”.
وفي سياق متصل يقول “حميد” تاجر بسوق الخضر والفواكه ببلدية براقي، حول الأسعار أن وفرة المنتوج خفضت أسعار أغلب المواد الاستهلاكية، إضافة إلى زيادة الوعي لدى التجار واقتناعهم أن الربح يكون طوال السنة وليس خلال شهر رمضان فقط، وأردف قائلا “رمضان شهر الرحمة، اذا رحمنا المواطن يرحمنا الله وينزل البركة”.
من جهته يقول محمد مشدان عضو باتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصالنا معه، أن عدد الأسواق الجوارية هذه السنة يفوق عددها في السنوات الفارطة، تعرض المواد الأكثر استهلاكا من بقول وخضر وفواكه ومواد غذائية معلبة وعجائن، وغيرها، إضافة إلى اللحوم الحمراء، هذه الأخيرة موجهة للمواطن بأسعار منخفضة، وهذا راجع إلى منح الرخص للخواص من أجل استيراد هذه المادة واسعة الاستهلاك خاصة خلال الشهر الفضيل.
وتابع مشدان قائلا أن أكثر مايميز هذه الأسواق هو تسقيف الأسعار، حتى تناسب القدرة الشرائية للمواطن، وتمنع المضاربة.