أكد وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ “محمد المأمون مصطفى القاسيمي الحسيني” خلال إشرافه على تدشين زاوية “القاسمية” بقرية “الوادي الاخضر” ببلدية الحمادية جنوب ولاية برج بوعريريج أن دور الزوايا هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والمرجعية الدينية الوطنية الجامعة، وأن افتتاح هذه المنارة القرآنية التي تتزامن وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 فيه تذكير ورسالة قوية لقيم أسلافنا، كما تذكر بالمرجعية الوطنية والدينية الجامعة للجزائر التي يراد منها أن تكون حصانة وضمان للجزائر وأبنائها يحافظون على قيمهم ومقومات أمتهم والحفاظ على الاستقلال، وهي الجزائر بكل ما توحي به من دلالات بوحدة شعبها وبماضيها وحاضرها وكذا مستقبلها.
وأضاف يقول أن الزوايا كانت وقت الاستعمار صمام أمان للمقومات الوطنية، كما ستعمل على الحفاظ على أمانة الاستقلال ومقومات الأمة ووحدة شعبها وأرضها وتحصن الأجيال بركن الإيمان وتصليح النفوس، من خلال استقطاب النشء وتلقينه المبادئ والقيم الوطنية والدينية، خاصة تلاميذ المدارس، لتكون حسبه بداية طريقهم بتربية القرآن ويكونوا خير حماة ورعاة وبناة للوطن، وخير خلف لخير سلف، كما دعا الأئمة والمشايخ إلى إعداد خطاب ديني حامل لروح التفاؤل وزارع للأمل، مبرزا الدور المنوط للزوايا في زرع قيم الوسطية والتسامح، ومنوها بإعداد الفرد المسلم على المرجعية الدينية التي يحسن فهمها بعيدا عن التعصب قائلا ” نحن اليوم في أمس الحاجة إلى ترقية هذا الخطاب، ويجب أن يكون أقرب إلى الواقع يتلمس احتياجات الناس تطلعاتهم وكذا انشغالاتهم، وأن يراعى فقه الأولويات وفقه المقاصد، خطاب يوجه إلى فئات المجتمع، مع الحرص أن يكون مؤلفا وجامعا ومحببا ومقربا يحترم المخالف ومنهجه الوسطية والاعتدال ولا يقصى الرأي الأخر ويحرص على أن يتمسك المجتمع بثوابته مهما تتغير الظروف والأحوال.
وعن موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية أوضح الوزير أن الجزائر لها مواقفها المبدئية والتاريخية والثابتة بالنسبة لفلسطين وشعبها، مؤكدا أن الجزائر معها في السراء والضراء وهو اليوم الموقف الأكثر ثباتا ورسوخا وبيانا، لاسيما مع هذه الظروف الأليمة الحالكة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، كما أشار أن الجزائر أظهرت من خلال منابر عدة ومن خلال ما أعلنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أكثر من خطاب وفي دعوته المتجددة إلى إعطاء هذه القضية مكانتها المستحقة باعتبارها القضية الأولى والعادلة من خلال مسعاه لإقامة هذا الحق واسترجاعه، لاسيما مسعاه للم الشمل الفلسطيني في وحدة الفصائل، وكذا مسعاه لدى الجهات الدولية والمنظمة الأممية من أجل تفعيل القرارات التي كانت عبر عقود ولا تجد طريقها إلى التنفيذ لاستعادة الحق الفلسطيني وإقامة دولته بسيادتها الكاملة عاصمتها “القدس الشريف”.
وأشرف عميد جامع الجزائر خلال زيارة العمل لولاية برج بوعريريج ودامت يومين على انطلاق فعاليات ندوة علمية بعنوان ” إصلاح المجتمع وتحصين الأجيال بصفته شيخ الزاوية القاسمية، التي أقيمت الجمعة بالزاوية “الطاهرية القاسمية” بحي بومرقد ببرج بوعريريج، ليليها اشرافه صبيحة يوم السبت على افتتاح “القاسمية ” بقرية “الوادي الأخضر” ببلدية الحمادية.
لونيس رضوان