المحرقة النازية التي تجري في قطاع غزة فلسطين هي وصمة عار في جبين العالم كما قال الرئيس تبون وإلا كيف يفسر هذا الصمت المخزي لجانب كبير من الدول أمام جرائم نكراء ضد الإنسانية ترتكب على مدار الساعة منذ 7 أكتوبر الماضي مستهدفة الأطفال والنساء وباقي المدنيين العزل إلى جانب تدمير ممنهج للبنى التحتية للمعيشة من مستشفيات ومدارس ومعامل.
لم يسبق أن نزل العالم إلى هذا الحضيض بعد أن انهارت القيم وتراجعت المبادئ بما في ذلك عدم احترام منظمة الأمم المتحدة من أعضاء مؤسسين خاصة الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة حق النقض (فيتو) بمجلس الأمن الدولي بعد أن حولت مقعدها الدائم فيه إلى منصة لخدمة الحركة الصهيونية ومناصرة كيان نازي بمعنى الكلمة مديرة ظهرها لكل العالم الذي ينادي بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للنازحين والتوجه إلى التعاطي مع حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حق تقرير المصير بإقامة دولته المستقلة على حدود 7 جوان 1967.
ليس هذا فقط بل أعلن أنطوني بلينكن وزير خارجية أمريكا أعلن بتبجح ودون خجل عن تقديم هدية نهاية العام للكيان الصهيوني تتمثل في أسلحة وذخائر فتاكة لمواصلة إبادة الشعب الفلسطيني وهو الذي سبق أن أعلن انه يزور فلسطين المحتلة كصهيوني متجاوزا احتجاجات أمريكيين أحرار من بني جلدته نددوا به داخل مقر الكونغرس واصفين إياه بالدموي قاتل الأطفال والواقع انه كان كلما زار قيادة العصابات الصهيونية إلا وارتفعت حدة الجرائم وزادت وتيرة التدمير الوحشي.
لذلك فان أمريكا متورطة بشكل مباشر في حرب الإبادة على الفلسطينيين وأيدي قادة “البيت الأبيض” ومستشاريهم ملطخة بدماء أطفال أبرياء ونساء مستضعفات من إجمالي أكثر من 22 ألف شهيد علما أن هناك موظفين كبار في إدارة بايدن استقالوا منذ البداية من مناصبهم بعد أن أدركوا أن بلادهم تتورط في جرائم ضد الإنسانية وتخرق قواعد الديمقراطية بتمرير أسلحة فتاكة ومحرمة دوليا دون تلقي موافقة من الكونغرس لتتحول أكبر دولة لطالما تغنت بالمبادئ والقيم إلى شريك في حرب نازية تعدت بشاعتها ما ارتكبته النازية الهتلرية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية.
لكن بالمقابل تصطدم بموقف تاريخي وبطولي للشعب الفلسطيني الرافض للتهجير بعد أن هيأت أمريكا وحلفاؤها المناخ الدموي والتآمري الذي بددته إرادة الغزيين ومعهم المقاومين في الضفة الغربية بفضل تجاوز مرحلة الصدمة والجاهزية لتقديم التضحيات مهما عظمت من أجل فلسطين والقدس الشريف والكرامة البشرية منتزعين بذلك تضامن الشعوب من كل أصقاع العالم بما في ذلك شعوب الدول المتورطة.
وبذلك لا يزال المقاومون الشرفاء يلقنون الاحتلال الصهيوني أروع الدروس في الدفاع عن الوجود ودحر الغزاة بشجاعة وإتقان باستهداف جنود الاحتلال الصهيوني وآلياته المصفحة التي تنهار أمام إرادة الرجال وصلابتهم بالرغم من أعمال الانتقام التي تطال المدنيين في أرض غزة مقبرة الغزاة، ويرتقب ان ترتفع وتيرة المقاومة والرد فيس الميدان على اغتيال نائب حركة “حماس”، صالح العاروري، يوم الثلاثاء الماضي، بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
سعيد بن عياد