تدعم المشهد الثقافي بمؤلف جديد يسلط الضوء على جوانب مختلفة من التراث الشفهي والثقافة الشعبية بإقليم توات بولاية أدرار، حسبما أفاد به الثلاثاء مؤلف الكتاب.
ويشكل هذا الإصدار الثقافي الجديد لمؤلفه عبد القادر مجبري إضافة ثمينة لإثراء المشهد الثقافي الجزائري لاسيما في شقه المتعلق بالتراث اللامادي والثقافة الشعبية من خلال سرد واستعراض عينات من أساليب الخطاب والتواصل المتداولة بين سكان إقليم توات منذ الحقب الماضية، حسبما أوضح لوأج صاحب الإصدار.
ويتضمن كتاب “تغريدات تواتية” مجموعة قصصية في حدود 175 صفحة تتحدث عن قصص تضم مزيجا بين الواقع والخيال بأسلوب سردي بسيط وسهل ممتنع، والتي تندرج ضمن الأدب التفاعلي وذلك بهدف التوثيق للحياة في المحيط الذي عاش فيه المؤلف أو تداولت فيه أشخاص كانوا علامة فارقة ومسجلة في المجتمع التواتي على غرار شخصيات الكيال والمؤذن والزيان (الختان) والطالب وغيرهم من الشخصيات المحورية داخل المجتمع.
وتطرق الكاتب في تلك القصص إلى عدة مظاهر اجتماعية، ومن بينها حديث الأجداد في فناء المسجد ملتفين في برانيسهم ينتظرون صلاة العشاء وحديث عن البساتين وحكايا الأقران في جلسات الشاي، وحكايات الصبيان في المسجد عندما يغيب الطالب (معلم القرآن) وحكايات عن صيد الطيور وعن تربية الحمام وغيرها.
ولم يفوت الكاتب في تلك التغريدات التعريج على حكايا “الحاج الباهي” الخرافية المليئة بالمتعة والتشوق رغم تكرارها وتداولها بين أفراد المجتمع.
وأوضح المؤلف دكتور مجبري “أن حكايانا كانت توثق لقيم الطيبة والأمل والصدق الشائعة بين السكان فهي حكايا من آلاف الليالي التي تواصل فيها أفراد المجتمع التواتي وتقاسموا فيها مختلف محطات حياتهم بحلوها ومرها”.
وشمل المؤلف العديد من التغريدات التي سردت بأسلوب شيق وممتع تفتح شهية القراء وفضولهم للتعرف على مضمونه لاسترجاع ذكريات الزمن الجميل التي أرخت لمحطات راسخة في حياة سكان المنطقة التي ميزتها اللمة العائلية على غرار تغريدات “حكايات تواتية .. في زمن الطهي على الحطب وشرب ماء الفقارة” و”زمن الكانكي” و”ابن الجنوب”.
وقد حظي كتاب “تغريدات تواتية” بالمشاركة في المعرض الدولي للكتاب في طبعة 2023 حيث شهد إقبالا عليه في جناح الخيال على مستوى المعرض مما يعكس قيمته العلمية والفكرية والثقافية كدليل تعريفي عن مكونات ثقافة ونمط معيشة سكان حاضرة إقليم توات بولاية أدرار. (واج)