تنظم مؤسسة المدينة للدراسات والتنمية بالاشتراك مع مؤسسة التراث والمدينة والعمارة وجمعية قدماء طلبة مدرسة الهندسة المعمارية والتعمير، يوم السبت 4 نوفمبر 2023 حفل تكريم المتفوقين في الطبعة الرابعة من المسابقة الوطنية لأحسن مشروع تخرج في مجال الهندسة المعمارية على مستوى جامعات الوطن. وسيتخلل حفل التكريم محاضرات حول علاقة الهندسة المعمارية بالثقافة ومفهوم “عمارة ذات هوية”.
وأوضح المنظمون أنه يتم تتويج الفائزين العشرة الأوائل بشهادات كما يخصص للأول والثاني والثالث جوائز معتبرة ويتزامن هذا الحدث الذي يجري بقاعة علي معاشي بقصر المعارض سافيكس،.مع إحياء الذكرى 69 لاندلاع ثورة اول نوفمبر المجيدة ويحضره مكاتب دراسية وأساتذة الهندسة المعمارية وممثلي جمعيات وطنية ونوادي الطلبة بالجامعات الجزائرية.
وتهدف هذه المسابقة التي تشارك فيها حوالي 7 جامعات من أصل 20 يتوفر فيها تخصص الهندسة المعمارية والتعمير، بعدد 52 مشروع تخرج إلى التقريب بين طلاب جامعات الوطن وإطاراتها وخلق جو منافسة راقية، ثم ترشيد الفكر المعماري في المدارس والمعاهد الجزائرية نحو ربط الإنتاج المعماري بمسألة الهوية الثقافية وذلك بطرح رؤى جديدة في معالجة التحديات الفكرية، مثل تفعيل المرجعيات التراثية والتاريخية، والانفتاح على التحديث والمعاصرة، واستيعاب التكنولوجيا المتجددة، والاستجابة للواقع الإقليمي والوطني، وغير ذلك. كما تصبو هذه الجائزة لتجعل من الفن المعماري رافدا لثقافة المجتمع الجزائري، وميدانا للتجديد الفكري، واستمرارا للتراث الزاخر الذي لا يزال يشهد على انتمائه الحضاري.
وتأتي هذه المسابقة كنوع من معالجة الغياب الكلي للأبعاد الثقافية في المشاريع المصممة والمنجزة،وفقدان المرجعية الثقافية المعمارية في المشاريع المعمارية. ويعود هذا الوضع إلى الانقطاع التاريخي الذي عاشته الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي الطويل التي عمل خلالها على طمس الهوية الثقافية من جهة، وبعد ذلك، التأثيرات المستمرة للعولمة التي نعيشها حاليا، والاستجابة الكمية والأولية للحاجات في مجال البناء والتشييد، وبدرجة أقل اعتماد مبدأ الإبداع الفني المنفلت من أي تأصيل فكري في التصميم والإنجاز سواء في التعليم أو مزاولة المهنة.
ولا تعني “العمارة ذات هوية” الترويج للتيار التراثي أو التاريخي المعماري ولا إلى دعوة للالتزام بمفردات معمارية وطرز خاصة، بقدر ما تعني الاجتهاد في ربط المشروع المعماري من حيث المنهجية والتصميم النهائي بالسياق الثقافي. فقد يكون الارتباط بالمنطقة الجغرافية أو التراث المعماري، أو الهوية الوطنية. ويشمل ذلك مسألة التعامل مع البيئة والمناخ ومواد البناء المحلية والحفاظ على الطاقات والاقتصاد في البناء، كما قد يكون استعمالا واعيا للتراث أو اندماجا منسجما مع النسيج العمراني، أو استيحاء من القيم الاجتماعية والثقافية للمجتمع. كما أوضح المنظمون.
وللإشارة تقتصر المسابقة على مشاريع التخرج للسنة المنصرمة 2022-2023 والتي نجحت في إضفاء الهوية على التصميم و المعالجة الواعية لثنائية العمارة والثقافة، سواء من حيث المنهجية والمقاربة الفكرية، أو من خلال مخرجات المشروع، أو كلاهما. وتخضع المشاريع لتقييم من قبل أساتذة جامعات ذوي سمعة أكاديمية، ومعماريين ممارسين أثبتوا جدارتهم في الميدان، يبلغ عددهم 13 عضوا، يمثلون جميع جهات الوطن. ويتم تكريم الفائزين بشهادة استحقاق أحسن مشروع تخرج في الهندسة المعمارية، باعتراف من الأساتذة والمعماريين المحكمين.
سعيد بن عياد
Merci pour la couverture de l’événement