طالب قادة دول مجلس التعاون الخليجي، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان على قطاع غزة وحماية المدنيين الفلسطينيين وإتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات الكيان الصهيوني وسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها ضد سكان غزة العزل.
جاء ذلك في “إعلان الدوحة” الصادر في ختام أشغال الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت بالعاصمة القطرية.
وبحث قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التحديات الحرجة والخطيرة التي تواجه المنطقة, خاصة العدوان الصهيوني على قطاع غزة, والاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية, بما في ذلك مدينة القدس, والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وعبر القادة المجتمعون عن “بالغ” القلق و”عظيم” الاستياء من العدوان الصهيوني السافر ضد الشعب الفلسطيني, مدينين تصاعد أعمال العنف والقصف العشوائي لقوات الاحتلال في قطاع غزة, والتهجير القسري للسكان المدنيين وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية, بما فيها المباني السكنية والمدارس والمؤسسات الصحية ودور العبادة, في “مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
ودعا المشاركون الى “ضرورة الاستئناف الفوري للهدنة الإنسانية, وصولا لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار, وضمان وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية, و استئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه ودخول الوقود والغذاء والدواء لسكان غزة”, مؤكدين وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه المتواصل لرفع معاناة سكان قطاع غزة ومد يد العون لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الصهيونية في اعتداءاتها على القطاع خلال السنوات الماضية.
وحذر قادة دول مجلس التعاون الخليجي من مخاطر توسع المواجهات وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط, ما لم يتوقف العدوان الصهيوني, “مما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين”, مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين الفلسطينيين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات الكيان الصهيوني وسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها ضد سكان غزة العزل.
ومن جهة أخرى, اعرب القادة الخليجيون عن قلقهم ازاء تصاعد مظاهر العنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين في عدد من الدول ووصول الخطاب المعادي للإسلام إلى “مستويات خطيرة أدت إلى خلق مناخ سياسي سلبي في العلاقات بين الدول, وخصوصا حرق المصحف الشريف وتصاعد الاعتداءات ضد العرب والمسلمين والاستهداف المتعمد لهم”.
وأبدوا استعدادهم -حسب البيان- للتصدي لهذه الظاهرة على المستوى السياسي والدبلوماسي من خلال “تعزيز الجهود الدولية لمكافحة العنصرية ضد العرب والمسلمين, ودعم الأطر الإقليمية والدولية ذات الصلة لمواجهة هذه الظاهرة, والعمل على نهج جديد للتعاون الجماعي لمواجهتها والتصدي للمغالطات والمعلومات المضللة في وسائط الإعلام وللمواقف الاجتماعية المعادية للإسلام المتعددة الجوانب”.
الأونروا: ترحيل سكان قطاع غزة الى الجنوب ضرب من الجنون
قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن مساعي الكيان الصهيوني لترحيل سكان قطاع غزة من الشمال نحو الجنوب “ضرب من ضروب الجنون”, مؤكدة ان نصف سكان غزة اليوم نازحون في مراكزها للجوء, كما أكدت أن شروط العمل الاغاثي الانساني في القطاع غير متوفرة اطلاقا في غزة, خاصة بعد انهيار الهدنة الانسانية الجمعة الماضي.
و في تصريح لـ “وأج”, ذكر المتحدث باسم ” الأونروا”, كاظم ابو خلف أن الجيش الصهيوني طالب في الثالث من ا الشهر الجاري بإخلاء مدينة خان يونس من 20 في المائة من سكانها الذين يبلغ تعدادهم حوالي 117 الف مواطن, مشيرا الى ان 34 مدرسة التي توجد في المدينة اصبحت مراكز لجوء لحوالي 215 الف مواطن, منبها الى أن هذه الارقام تقريبية في ظل انعدام معلومات وافية حول حركة السكان.
والمطلوب – يضيف كاظم ابو خلف-” ان يذهب هؤلاء السكان من الشمال نحو الجنوب”, متسائلا ” كم سيتحمل جنوب القطاع يا ترى “, مردفا ” نقل كل سكان قطاع غزة من الشمال نحو الجنوب ضرب من ضروب الجنون”.
وبلغة الارقام, افاد كاظم ابو خلف بأن عدد النازحين في مرافق الاونروا وصل الى مليون و 200 الف مواطن, اي ان نصف سكان القطاع اصبحوا نازحين اليوم في مراكز الأونروا.
كما افاد بأن ” عدد الضحايا من عمال الاونروا (…) بلغ لحد الساعة 130 موظفا 40 منهم سقطوا في جنوب غزة “في منطقة يفترض انها “امنة” حسب وصف الكيان الصهيوني”, لافتا الى أن هذا العدد من الضحايا هو اعلى خسارة في الارواح في تاريخ الاونروا منذ انشائها عام 1945 .
وابرز, في السياق, ان 82 من منشئات الاونروا قد تضررت في 120 حادثة منفصلة, 30 مرفق منها تضرر بشكل مباشر و 55 تضرر بشكل غير مباشر, ما نجم عنه سقوط 222 ضحية مدنية من النازحين و جرح 911 اخرين.
تحذيرات من انهيار النظام المدني في قطاع غزة
وتابع يقول: “بالمعدل العام لدينا 10 الاف من السكان في كل مركز من مراكز الأونروا, والكثير منهم من اصحاب الاعاقات الى جانب الالاف من النساء الحوامل”, مضيفا ” الوضع في غاية الصعوبة.. لدينا 126 فريق طبي متنقل يقدم ما بين 9 و 10 الاف استشارة طبية في اليوم الواحد لكن الاستشارات الطبية محدودة, مع الحاجة الى الادوية والمراكز الصحية”, مشددا على “ضرورة الحفاظ على النظام المدني في قطاع غزة و منعه من الانهيار” .
كما ابرز المتحدث باسم الاونروا, أنه بعد انهيار الهدنة الانسانية واستئناف العدوان على غزة عادت المنظمات العاملة في مجال العمل الانساني الى المربع الاول, قائلا: “عدد ضئيل جدا من الشاحنات يدخل الى قطاع غزة عبر معبر رفح في كل يوم, بمعدل 100 شاحنة في اليوم الاول والثاني والثالث”, منبها الى الشح الكبير في كمية الوقود الذي دخل وتم توزيعه على محطات تحلية المياه, المخابز وبعض مراكز الاونروا, والذي لا يكفي ابدا في ظل النزوح المستمر.
وأوضح بهذا الخصوص: “شاحنات المساعدات تتكدس على الجانب المصري بمعبر رفح وتدخل ببطء شديد, جراء التفتيش من الجانب الصهيوني”, مؤكدا أن 176 شاحنة من شاحنات الاونروا والمحملة بالمواد الغذائية والبطانيات وحفاظات الاطفال ومياه الشرب وغيره من انواع المساعدات لم يدخل منها الى غزة الا ثلاث او اربع شاحنات فقط .
وشدد المتحدث باسم الاونروا في الاخير على ان “شروط العمل الاغاثي الانساني غير متوفرة, خاصة و أن المساعدات لا تتدفق بشكل مستمر ودون معوقات كما يتوجب, ولا توجد مناطق امنة معروفة للجميع حتى وان كان الجانب الصهيوني يصف بعض المناطق ب”الامنة” “, مردفا: “المناطق الامنة في العرف الدولي هي مناطق يجب أن تتفق عليها كل اطراف النزاع”.
ومضى يقول”: “كمؤسسات انسانية وأممية لا توجد لدينا مناطق “امنة” في غزة وممرات نشعر فيها بالأمان على طواقمنا مع استمرار اطلاق النار”, مؤكدا على” ضرورة توفر شروط تقديم الخدمات الانسانية الاغاثية و ووقف اطلاق النار”.
الصحة العالمية: الوضع في غزة “يزداد سوءا كل ساعة”
أكدت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءا كل ساعة مع تكثيف الاحتلال الصهيوني القصف على الجنوب حول مدينتي “خان يونس”,و”رفح”.
وقال ريتشارد بيبركورن ,ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للصحفيين عبر رابط فيديو من غزة: “الوضع يزداد سوءا كل ساعة في قطاع غزة”, مضيفا أن القصف “يشتد في كل مكان بما يشمل المناطق الجنوبية في “خان يونس” و”رفح””.
وأضاف بيبركورن , أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة “قليلة للغاية”, لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية “تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع المكتظ بالسكان ,مع تحرك المزيد من الناس جنوبا”.
واستطرد :”أريد أن أوضح أننا بصدد كارثة إنسانية متزايدة”, مشيرا الى أن منظمة الصحة العالمية “نفذت أمرا للاحتلال الصهيوني بإزالة الإمدادات من المستودعات في /خان يونس/ و تم إبلاغ المنظمة بأن المنطقة ستصبح على الأرجح منطقة قتال نشط في الأيام المقبلة”.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت عن القلق البالغ بشأن تجدد العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة, مجددة تأكيدها أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة”.
ومنذ استئنافها العدوان على القطاع في أعقاب انتهاء الهدنة الإنسانية يوم الجمعة الماضي, ارتكبت قوات الاحتلال العديد من المجازر في جميع محافظات القطاع من خلال القصف العنيف من الطائرات الحربية لمنازل المواطنين.
ومع تواصل العدوان على قطاع غزة المحاصر ,أعلنت السلطات الصحية أمس الاثنين ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى, 15899 وأكثر من 42 ألف مصاب.