تعود ذكرى اندلاع ثورة أول نوفمبر في ظل تحقيق الجزائر مكاسب جديدة اقتصادية واجتماعية، هي من ثمار مسار استقرار شامل ما فتئ يتعزّز في كل مرحلة انسجاما مع قيم الوفاء للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري عبر 132 سنة من الكفاح والنضال والمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي بجيوشه الجرارة وقادته من المجرمين وبرامجه التغريبية. لقد توجت كل تلك الحقبة بثورة أول نوفمبر المجيدة التي أنهت أمرا واقعا غير طبيعي فصححت مسار التاريخ بتحمل فاتورة باهظة ثمنها مليون ونصف المليون شهيد قدموا أنفسهم دون تردد من اجل استرجاع السيادة الوطنية وكسر أغلال الاحتلال الغاشم وهو ما تحقق بعد سبع سنوات ونصف مارس خلالها الاستعمار الاستدماري الفرنسي جرائم إبادة وضد الإنسانية لا تزال إلى اليوم في صلب معادلة الذاكرة الوطنية التي تمثل بوصلة أصيلة للأجيال. ولا تزال الجزائر وستبقى على منهج رسالة الشهداء، عنوانها وطن مزدهر، شامخ وسيّد لا يخشى لومة لائم في قول كلمته في الدفاع عن القضايا العادلة ونصرة الشعوب المضطهدة في مواجهة الاحتلال وتقرير المصير وفقا للقانون الدولي على غرار الشعبين الفلسطيني والصحراوي اللذين يقدمان التضحيات لدحر الاحتلال الصهيوني والمغربي، وان العالم مهما تراجع أمام طغيان قوى الاستعمار الجديد لن يصمت من أجل الحقيقة، ذلك انم إرادة الشعوب من أجل الحرية والسيادة اكبر من أي ترسانة مهما كان جبروتها، كما يجري حاليا في فلسطين حيث يقوم الاحتلال الصهيوني بجرائم إبادة وتطهير عرقي ضد سكان قطاع غزة وفي الضفة الغربية أمام عالم يعاني من فشل وعجز مؤسساته الدولية، أبرزها مجلس الأمن الدولي بعد أن تحول إلى مجرد إطار للقوى ذات الترسانة النووية صاحبة حق الفيتو وأساسا أمريكا التي تنكرت إلى قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بعد أن اصطفت بشكل صريح مع دولة الكيان الصهيوني وأكثر من هذا مدافعا عنه بكل الوسائل بالرغم من تظاهر الشارع الأمريكي ضد مواقف حكومته. ولقد صدح صوت الجزائر اليوم كما الأمس وسيبقى، لما أكد الرئيس تبون مجددا من الجلفة أن الفلسطينيين ليسوا أبدا إرهابيين فهم يقاومون محتلا عنصريا يسرق أرضهم ويدنس مقدساتهم ويريد تهجير أبنائهم، وبهذا شدد على رفض ازدواجية المعايير، ومن منبر مجلس الأمن تحدث وزير الخارجية بكلمة عرّت مجلس الأمن واصفا إياه بالعاجز حاليا عن تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لإبادة نازية لن تكسر إرادته فالأمر مسألة وجود وله كل الشرعية في مقاومة الاحتلال وتقرير المصير.
سعيد بن عياد