نظم المركز الثقافي لجامع الجزائر صباح اليوم الأربعاء، ندوة علمية بعنوان “المؤسسات الروحية قوة رائدة في تحرير الوطن” وذلك بمناسبة مع ذكرى استرجاع السيادة الوطنية وتزامنها مع حلول السنة الهجرية 1446.
وتمحورت أشغال الندوة حول المقاومة الروحية في الجزائر كقوة رائدة من أجل الدفاع عن ثغور الوطن، وحماية بيضة الإسلام، منذ سقوط غرناطة سنة 1492م، فكانت معاقل للإسلام والوطنية، ومنارات علمية وجهادية واجتماعية وهو ما أهلها لأن تكون روح المقاومة الشعبية وقيادتها في الجزائر، خلال القرن التاسع عشر. ثم استمرت في أداء وظائفها الروحية والوطنية إلى اندلاع ثورة التحرير، التي شاركت فيها بطلبتها وأتباعها ومريديها، وكان بعضها ملجأ للمجاهدين، ومراكز للدعم والتموين والتسليح، حيث كانت الزوايا والمدارس والكتاتيب القرآنية منارات هادية، عبر التاريخ وكان لها دور ريادي، في مختلف المجالات حيث أبلت البلاء الحسن في حماية الوطن، وإعلاء كلمة الدين، ويرجع إليها الفضل في الحفاظ على المرجعية الدينية، وإرساخ الروح الوطنية، والإسهام في إفشال المخططات الرامية إلى تقسيم الشعب الجزائري، وفي الحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه، وتحصين أمنه الفكري والاجتماعي والعقدي.
كما أسهمت هذه المعاقل في تحفيز العمل التحرري الوطني ؛ وأدت رسالتها في الإصلاح الاجتماعي؛ وبذلت وسعها في تحصين الأجيال وتربية النشء على الاستقامة والفضيلة وخرجت قوافل من طلبة العلم، وطنيين ومقاومين مثلوا في المجتمع قيم الإسلام، ومبادئه السامية، وتعاليمه السمحة.
وقدم مدير المركز الثقافي لجامع الجزائر الدكتور ياسين بن عبيد محاضرة بعنوان “الزوايا و المدارس القرءانية في الجزائر” تناول فيها الأبعاد الروحية والأدوار التربوية، عقب ذلك قدم الدكتور الغالي غربي أستاذ في التاريخ المعاصر ومدير مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية بجامعة يحي فارس بالمدية، محاضرة تحت عنوان الأبعاد الدينية في ثورة التحرير، ليختتم الدكتور محمد زرقوق أستاذ تاريخ بجامعة خميس مليانة، بمحاضرة بعنوان دور الزوايا و المدارس القرءانية في المقاومات الشعبية والثورة التحريرية.
وشهدت الندوة حضور وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الامين العام لمنظمة المجاهدين، الأسرة الثورية، أئمة وإطارات العمادة
والسلطات العسكرية والمدنية.
حسناء زكري