جلبت الندوة الفكرية حول “الإعلام والتحديات الراهنة” التي نظمتها وزارة الاتصال يوم السبت 2 ديسمبر 2023 بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر مشاركة قوية ومتنوعة من الفاعلين والمهتمين في الساحة الإعلامية ناقشوا مختلف الجوانب المهنية والتشريعية والتنظيمية سعيا إلى صياغة مفاهيم مشتركة تقود إلى تعزيز الممارسة الإعلامية والرفع من أدائها من خلال توسيع نطاق استخدام تكنولوجيات الإعلام الجديدة والتحسين النوعي للمحتوى الإعلامي تحت عنوان كبير هو توفير إعلام جزائري موثوق وفعال للرأي العام الوطني والحضور الدائم للدفاع عن المصالح الوطنية العليا في عالم أصبح فيه الإعلام خاصة الرقمي من أدوات استهداف استقرار الدول الناشئة وتسويق مخططات ترمي الى الهيمنة بكل ما تحمله من مخاطر على سيادة الشعوب.
وسجلت هذه الندوة، التي تندرج ولأول مرة في إطار إحياء اليوم الوطني للصحافة الموافق لـ 22 أكتوبر (تأجل الاحتفال هذا العام تضامنا الشعب الفلسطيني الذي يتعرض من 7 أكتوبر الماضي لعدوان إبادة نازية في غزة ) والتي جرت تحت رعاية رئيسة الجمهورية، حضور المهنيين من مختلف الأجيال ومن كافة الوسائل في إشارة لانتعاش مرتقب لقطاع الإعلام ضمن إطار منسجم وتفاعلي يجعل من التنوع والتعددية مصدر قوة وطاقة تنافسية مفتوحة على المشهد الإعلامي الإقليمي والعالمي ليكون صوت الجزائر حاضرا ومؤثرا انطلاقا من الرصيد الهائل من الممارسة والتجارب وروح المبادة في ظل حرص الدولة على ترقية الممارسة الإعلامية والمرافقة على مسار سكة الاحترافية والمسؤولية.
ومن منبر إعلان افتتاح إشغال الندوة في شكل ورشات متخصصة وجلسة عامة بحضور أعضاء من الحكومة وخبراء جزائريين ومن الوطن العربي، وسط منتسبي القطاع بكل توجهاته ومدارسه، صرح وزير الاتصال محمد لعقاب ان العمل على الانتهاء من تجسيد التزامات الرئيس عبد المجيد تبون بخصوص العلام تشارف على الانتهاء بعد المصادقة على تشريعات الصحافة المكتوبة والالكترونية والسمعي البصري فيما يتم الانتهاء من إرساء مجلسي الضبط والأخلاقيات قريبا كما يسعى الرئيس جاهدا لتحقي مكسب كبير لقطاع الاتصال متمثلا في انجاز مدينة الإعلام مستقبلا والتي وضع حجر أساسها في جويلية الماضي بمناسب عيد الاستقلال.
وابرز لعقاب دلالات تنظيم لأول مرة ندوة فكرية عشية حفل جائزة الرئيس للصحفي المحترف (يجري يوم 3 ديسمبر الجاري) التي تتزامن مع تحولات جيوسياسية والعدوان الغاشم على سكان قطاع غزة فلسطين وأيضا حرب أوكرانيا التي انعكست على العالم برمته. وبالتالي كما أضاف كل هذه التحولات تثير تساؤلات ينبغي الوقوف عندها مبرزا أن الصحافيين الجزائريين يبقون دوما في طليعة الصحافة العالمية، وتكريما لها خصت وزارة الاتصال هذا العام تكريما لعدد من الوجوه الإعلامية منها التي رحلت عن عالمنا وهي سنة حميدة ينبغي الحفاظ عليها كما أكد.
وأعلن لعقاب عن استحداث وزارة الاتصال لشهادتين تكريما للصحافيين الجزائريين واحدة هي شهادة الريادة الإعلامية مخصصة للمؤسسات وأخرى شهادة التميز الإعلامي موجهة للصحافيين المتميزين بأعمال استثنائية. وشرع في تقديمها من هذه الطبعة والتي تشمل أيضا المهنيين من ذوي الهمم. كما تنم تخصيص تكريم مراسل التلفزيون من غزة تكريما للصحافيين الفلسطينيين الذين اغتالهم الإرهاب الصهيوني وعددهم أكثر من 55 صحفيا منهم من فقدوا عائلاتهم.
وسجلت الندوة في أشغال الجلسة العامة تقديم عدد من المحاضرات متبوعة بنقاش حول الوسائط التكنولوجية في صناعة الإعلام الحديث والتدريب المستمر ومواجهة الأخبار الكاذبة والذباب الالكتروني والانتشار الإعلامي الجزائري عبر العالم ودور الأقمار الاصطناعية في بناء الأمن الإعلامي وهي كلها مواضيع جديرة بالمتابعة والتطوير من اجل بناء منظومة العامية تعددية ووطنية لا تترك فراغا في الساحة عبر تواجد مستمر من خلال محتوى نوعي وجذاب يعزز الصلة بالمواطنين واستعمال جيد للتكنولوجيات الجديدة كأداة ناقلة للمحتوى الذي يبقى الحلقة القوية في صناعة الإعلام وتنافسيته.
واختتمت الندوة بتكريم عدد من الإعلاميين من مختلف الأنواع المكتوب والالكتروني والسمعي البصري وكذا تكريم بعد الوفاة لعد من وجوه مهنة المتاعب وهي مبادرة تركت صدى طيبا في القاعة لما فيها من العرفان والتشجيع وكان من بين المكرمين احمد دوم احد مؤسسي جردية المقاومة في 22 أكتوبر 1956 ووقف له الحضور تقديرا ما يعكس رسالة التواصل بين الأجيال عنونها البارز خدمة الجزائر والدفاع عنها.
سعيد بن عياد