تواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 82 على التوالي, شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي, وارتكاب المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة وتنفيذ إعدامات ميدانية وجرائم مروعة في مناطق التوغل في إطار جريمة إبادة جماعية, وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمائة من السكان.
وفي حصيلة غير نهائية ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة و الضفة الغربية في 7 اكتوبر الماضي إلى أكثر من 20 ألف شهيدا, وجرح نحو 54 ألفا آخرين, أكثر من 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
مجازر في المنطقة الوسطى لاسيما بمخيمي البريج والمغازي
واستشهد وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين, يوم الأربعاء, أغلبهم من الأطفال والنساء, جراء غارات الاحتلال, المتواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزة في اليوم الـ 82 من العدوان الصهيوني, حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأوردت الوكالة, أن طيران الاحتلال الحربي شن غارات عنيفة استهدفت المنطقة الوسطى في القطاع, لاسيما مخيمي البريج والمغازي, ووصلت القذائف لمراكز إيواء.
وقالت (وفا) أنه يوجد عدد من الشهداء ما زالوا ملقون على الأرض ولا تستطيع سيارات الاسعاف وطواقم الدفاع المدني الوصول إليهم بسبب كثافة القصف.
وشهد مخيم النصيرات قصفا من مدفعية الاحتلال والطائرات الحربية, استهدف منزلين لعائلتين في المخيم, ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة العشرات بجروح مختلفة, وجرى نقلهم الى مستشفيي “شهداء الأقصى” و”العودة”.
كما تشهد أيضا مناطق شرق مدينة رفح والفخاري والمناطق الشرقية لخان يونس جنوب القطاع قصفا مدفعيا على أنحاء متفرقة هناك.
وقصف طيران الاحتلال ومدفعيته مدينة غزة, لاسيما حي الشجاعية والتفاح, كما استهدف منزلا في منطقة الكتيبة وهناك حديث عن شهداء وجرحى.
وفي منطقة الصفطاوي بمدينة غزة, نقل 6 شهداء الى مستشفى الشفاء جراء عمليات قنص نفذها جنود الاحتلال الذين اعتلوا بعض الأبنية واستهدفوا كل من يتحرك هناك.
وفي ذات السياق, تتعرض منطقة جباليا البلد, وشمال القطاع, خاصة في بيت لاهيا وبيت حانون لقصف عنيف من مدفعية وطائرات الاحتلال وهناك نقص في المعلومات بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت في بعض المناطق.
وهذه هي المرة السابعة التي تقطع فيها قوات الاحتلال الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي, عن طريق فصل الخطوط الدولية.
ويرافق انقطاع الاتصالات والإنترنت تصعيد في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, بالإضافة إلى تعطيل جهود إنقاذ المواطنين وإسعافهم, حيث ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 20 ألف شهيدا, وجرح نحو 54 ألفا آخرين, أكثر من 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
6 شهداء فلسطينيين بمخيم شرقي طولكرم بالضفة
وبالضفة الغربية المحتلة إستشهد 6 شبان فلسطينيين، فجر يوم الأربعاء، بعد قصف طائرة صهيونية مسيرة لهم في مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم.
وأعلن مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة، عن وصول 6 شهداء، وعدد من الجرحى، جراء قصف مسيرة صهيونية لهم في المخيم، بعد ساعة من إعاقة الاحتلال وصول مركبات الإسعاف للمصابين المستشفى.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باقتحام قوات الاحتلال بآلياتها وجرافاتها العسكرية للمدينة من محورها الغربي، ثم جابت مختلف شوارعها وأحيائها، فيما توجهت قوة أخرى باتجاه مخيم نور شمس شرقي المدينة، وتمركزت في حي المنشية وفرضت حصارا مشددا عليه.
وأضافت أن دوريات الاحتلال الراجلة اقتحمت في وقت سابق حي الرشيد في ضاحية ذنابة شرق طولكرم المتاخم لمخيم نور شمس، ونشرت الكمائن في المنطقة.
وجابت طائرات الاستطلاع سماء المدينة وضواحيها ومخيماتها، وسط اندلاع مواجهات عنيفة في المخيم.
واعتلت قوات الاحتلال أسطح البنايات العالية داخل المخيم ومحيطه وحولتها الى نقاط مراقبة، فيما قامت الجرافات بتجريف البنى التحتية في الشوارع الرئيسية للمخيم وساحته وحارة المنشية، تخلله هدم لبعض جدران المنشآت والساحات والممتلكات العامة والخاصة.
وعمدت قوات الاحتلال الى إحداث تشويش كبير على الاتصالات وشبكات الإنترنت داخل المخيم، في الوقت الذي سمعت فيه أصوات انفجارات في المنطقة.
يذكر أن هذا الاقتحام هو الثاني خلال 24 ساعة وأسفر عن تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين وقصف منازلهم.
و في محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر يوم الاربعاء، شابا وداهمت عدة منازل خلال اقتحام لبلدة بيت أمر، شمالي الخليل.
وذكرت مصادر محلية، أن جيش الاحتلال اعتقل الشاب، بعد أن داهم منازل عدد من المواطنين بداعي تفتيشها والتحقيق مع سكانها. واندلعت في بيت أمر مواجهات مع قوات الاحتلال، التي تمركزت في عدة أحياء داخل البلدة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة صوريف شمال غرب الخليل وانتشرت في عدد من أحيائها.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، الليلة، شابا خلال اقتحام قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية. وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا بعد دهم منزل ذويه وتخريب محتوياته في القرية.
“التعاون الإسلامي” تدين استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي, عن إدانتها لاستمرار جرائم الاحتلال الصهيوني والإبادة الجماعية التي ينفذها بحق الشعب الفلسطيني .
وجددت المنظمة, في بيان لها, يوم الأربعاء مطالبتها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه فرض وقف العدوان الصهيوني وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة ومواجهة محاولات التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني, تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقالت إن جرائم الاحتلال المتواصلة واستهدافه للمنشآت والعاملين في القطاع الصحي والإعلامي والأمم المتحدة, انتهاك صارخ للقرارات الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة.
كما أدانت المنظمة مواصلة الاحتلال حرمان السكان المدنيين في قطاع غزة من الغذاء والماء والرعاية الطبية والحماية والخدمات الأساسية الأخرى.
اعتقال 4795 فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
كمااعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني, منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح يوم الأربعاء 12 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية المحتلة, لترتفع حصيلة الاعتقالات بالضفة منذ ال7 أكتوبر الماضي إلى نحو 4795 معتقلا.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان لهما, أن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل, وعبر الحواجز العسكرية , مشيرة إلى أن هذه الاعتقالات توزعت على محافظات: الخليل, بيت لحم, رام الله وطولكرم, التي شهدت عملية اقتحام وتخريب واسعة.
وتواصل قوات الاحتلال – يضيف البيان – “خلال حملات الاعتقال, تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة واعتداءات بحق المعتقلين وعائلاتهم, وعمليات تحقيق ميداني إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين”.
وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين بشكل يومي, حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني, تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين.
وزادت وتيرة حملات الاعتقال بالتزامن مع العدوان غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين العزل, معظمهم من الأطفال والنساء.
تعيين منسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة
وأعلنت الأمم المتحدة تعيين الهولندية سيغريد كاغ منسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، على أن تبدأ عملها في الثامن من يناير المقبل.
و أوضحت الأمم المتحدة، في بيان لها يوم الثلاثاء، أن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة الدولية وافق على تعيين كاغ منسقة للإشراف على شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي مؤخرا لزيادة المساعدات الإنسانية.
وأضاف البيان أن المنسقة الإنسانية ستعمل على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، كما ستتولى إنشاء آلية أممية لتسريع وصول شحنات الإغاثة الإنسانية إلى القطاع.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد يوم /الجمعة/ الماضي قرارا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وموسع إلى قطاع غزة وتهيئة الظروف لوقف مستدام لإطلاق النار، وتعيين منسق للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
يأتي تعيين منسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة في وقت يواجه فيه سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين و300 ألف شخص، أوضاعا إنسانية كارثية بحرمانهم من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع لليوم الحادي والثمانين على التوالي، والذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن آلاف الشهداء والجرحى الآخرين تحت الأنقاض وفي الطرقات لم يتم انتشالهم.