طالبات متخرجات من الجامعة، يبدعن في تخصصاتهن ولكل واحدة قصة مع الإبداع من الهندسة “المعمارية” إلى “البيولوجيا” وغيرهما من التخصصات، وكان المعرض الوطني للعروس الجزائرية ،في طبعته الأولى بالمركز الثقافي محمد اليزيد ببلدية الخروب بولاية قسنطينة مناسبة سمحت بإبراز تحفهن.
تنقلت “العصر نيوز” إلى المعرض الوطني للعروس الجزائرية، الذي أقيم بالمركز الثقافي محمد اليزيد ببلدية الخروب، حيث وقفت على عروض طالبات متخرجات من مختلف الجامعات، اللواتي عرضن إنتاجهن المستوحى من تخصصاتهن الدراسية، وقد أبهر ذلك الانتاج المصنوع يدويا زائري المعرض.
” اكسسورات”، بلاتوهات للعرسان، مواد تجميلية طبيعية، ومستحضرات للنظافة الجسدية نالت حصة الأسد في المعرض الوطني للعروس الجزائرية.
مستحضرات طبيعية للنظافة الجسدية
” فاطيمة” حرفية جمعت بين البيولوجيا والتسويق من خلال صناعة مواد تجميل طبيعية، وتألقت فيها وأثبت وجودها، تقول العارضة إن فكرة صنع مواد تجميل طبيعية، كانت تراودها منذ أن بدأت مشوارها الجامعي في تخصص البيولوجيا.
تقول فاطمة البداية كانت عبر صناعة مواد مقشرة للجسم، تتكون من زبدة الشيا وزبدة الكاكاو إضافة إلى زيت اللوز وجوز الهند، والذي لاق إقبالا ورواجا كبيرين وسط الطالبات في الجامعة، وتطور عملها بعد ذلك إلى صناعة مواد تجميلية أخرى طبيعية من بينها مقشر رغوي للجسم ومقشر زيتي، وهي مواد تطلبها النساء بكثرة.
وأضافت العارضة قائلة، زبدة “الشيا ” لها فوائد كبيرة للبشرة، بحيث ترطب البشرة وتقضي على التجاعيد، وتعالج حتى “حب الشباب”.
وأشارت المتحدثة، الى إن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيرا في تسويق منتجاتها خاصة وأنها طبيعية 100 بالمائة.
وتطمح فاطمة إلى فتح مؤسسة مصغرة، تساعدها على تطوير منتجاتها من جهة وتوظيف يد عاملة من جهة أخرى.
اكسسوارات تقليدية وعصرية تبهر الزوار
أما الطالبة “قحام كوثر” المتخرجة حديثا، فقد جذبت منتجاتها، زوار المعرض الوطني للعروس الجزائرية، خاصة المراهقات بعد أن تفننت أناملها في صناعة أساور اليد وقلادات وحتى إكسسوارات تقليدية، التي تستعملها العروس في “تصديرتها”.
وتروي كوثر عن هوايتها في صنع “الإكسسوارات”، قائلة “أنها تعشق هذه الحرفة منذ الصغر، حيث كانت البداية من صناعة إسوارة تحتوي على حروف من أسمها “كوثر” وعند ارتدائها تقول المتحدثة لاقت إعجابا كبيرا وسط الطالبات اللواتي طلبن منها أن تصنع لهن مثلها.
وتضيف المتحدثة، أصبح الطلب على هذه الإكسسوارات كبيرا، خاصة التي تحتوي على حروف من الأسماء، وهي المفضلة عند المراهقات لتطور حرفتها عن طريق صنع المزيد من الأنواع من القلادات والأساور، ذات أشكال أخرى متنوعة لاقت هي الأخرى إعجابا لدى الفتيات .
وتابعت قحام كوثر حديثها، بالقول أنها أصبحت تبدع في حرفتها بإضفاء لمساتها السحرية على الاكسسوارات ما زادها رونقا وجمالا، لتنتقل بعد ذلك إلى تطوير حرفتها بصناعة إكسسوارات تقليدية “تبهر كل من يراها” حيث أصبحت العرائس تتهافت لطلبها من أجل ارتدائها مع الملابس التقليدية في أعراسهن.
وأكدت المتحدثة، أنه لا يوجد مستحيل طالما أن الإرادة موجودة، وتأمل الطالبة أن تطور مشروعها من خلال كراء محلات وتوظيف الفتيات وتعليمهن هذه الحرفة الجميلة.
ملاك صانعة اكسسوارات نجحت هي الأخرى في مشروعها بالرغم من أنها طالبة جامعية تخصص لغة فرنسية، تقول “احترفتها منذ كنت صغيرة” لتبدع أناملها في صناعة الحلي والاكسسوارات العصرية منها والتقليدية مثل “السخاب، خيط الروح، المخبل” والعديد من المجوهرات العصرية التي تعتمد فيها الجودة أكثر من الكمية.
قالت أن مشاركتها في المعرض شيء جميل ويشجعها أكثر للمواصلة، والاستمرار في حرفتها، وعن المواد الأولية التي تعتمدها أوضحت بأنها من “الجوهر الحر” و”الكريستال الحر”. وأردفت أنها تقوم باستقبال عديد الطلبيات من العرائس حسب اللباس الذي ترتديه العروس، مؤكدة أن مواقع التواصل الإجتماعي ساهمت في إعادة انعاش هذا النوع من الإكسسوارات التي اختفت في فترة معينة من الزمن.
الحاجة دافع ومحفز للإبتكار
أما أمينة بن هبري، فكانت حاضرة هي الأخرى بقوة في المعرض الوطني للعروس الجزائرية، من خلال ديكوراتها الجميلة التي أعجبت الزائرين، من بينها “سينية” أو “بلاتوه” العرسان”. هذه الحرفية لها حكاية أخرى مع هذا الإبداع وكانت الانطلاقة من الجامعة ،من خلال صناعة بلاتوه من الزجاج المزين بأحجار “السمسم” في تحفة أبهرت كل من يراها وهو ما زادها قوة للمضي قدما في مجالها وصناعة المزيد من هذه التحف الفنية، والتي تبقى ذكرى راسخة للعروسين.
” الحاجة” هي من دفعها للابتكار تقول أمينة، ولم تكن تعلم أن هذه الحاجة ستقودها إلى عالم الإبداع، الذي لاق رواجا كبيرا لدى العرائس اللواتي تطلبها من مختلف الولايات.
وتمارس الحرفية نشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لمنتجاتها، ولا يتوقف الأمر هنا بل تطمح المتحدثة، إلى فتح محلات لإبراز هوايتها وتعليم الفتيات .
مبدعات يصنعن مواد تجميل طبيعية
أسماء هي الأخرى انضمت إلى قائمة المبدعات، من خلال صنع مواد للنظافة الجسدية، من بينها غسول الجسم، غسول منظف الوجه، كريمات لترطيب وتبيض البشرة،غسول الشعر وحتى معجون الأسنان المصنوع من الفحم، تقول العارضة أسماء أن هذه المواد خالية من الإضافات الكيماوية وهي مصنوعة بمواد طبيعية تفضلها كثير من النساء، تفاديا لمشاكل صحية (أمراض جلدية) قد تسببها مواد التجميل المصنوعة من المواد الكيماوية.
صابون مصنوع من الليمون، معجون أسنان مصنوع من الفحم، وكريم ترطيب البشرة مصنوع من النيلة الزرقاء وسيروم لتجاعيد وغيرها من المواد التي أصبحت الجزائريات تفضلها على مواد مضرة للبشرة.
وأكدت المتحدثة أن سلعها لاقىت رواجا كبيرا، حيث أن الطلب عليها لا يتوقف كما أنها تملك صفحة رسمية على ” الفايسبوك”، مؤكدة أن سلعها مطلوبة بكثرة خاصة وان المواد التي تصنع بها هي طبيعية 100 بالمائة.
لمسات سحرية لديكورات المنازل
شركة اسمها “ميري هاوس” جديدة الإنتاج، مؤسستاها مريم وريمة، تخصصهما هندسة معمارية وبيولوجيا، تقول المتخرجتان أن بدايتهما مع عالم التسويق كانت من خلال وضع مخطط لبناء المنازل ليتطور مشروعهما إلى صنع تحف لديكورات تزين المنازل داخليا.
وتصنع هاته التحف من شموع الجبس، مادة “الريزين” ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تقومان بصنع ديكورات خاصة بالعرسان مدونة عليها أسماء العرسان، حتى تبقى ذكرى خالدة لهما، وتصنع هذه الديكورات بمادة “الريزن” وهي مادة مجمدة توضع في قوالب تحتوي على أحرف من الأسماء أو الأسماء كلها وتزين بالسمسم أو الورود كديكور داخلي.
كريمة حلاقة نساء كانت حاضرة في المعرض الوطني للعروس الجزائرية، حيث تفننت في صنع إكسسوارات توضع على الشعر ليزيد كل من ترتديها جمالا وأناقة مثل الأميرات ما جعل هذا الإكسسوار محل اهتمام الزائرات.
وقد لاقت هذه الفكرة رواجا واستحسانا وسط العرائس اللواتي أصبحت يتهافتن على اقتنائها لتتزينّ بها كل حسب لباسها التقليدي.
الهدف من المعرض مرافقة الحرفيين
وفي هذا الصدد قالت سكلولي فريال المشرفة على تنظيم المعرض الوطني للعروس الجزائرية، أن المعرض يحتوي على كل شي يخص العروس الجزائرية من لباس تقليدي حلويات وتحف فنية إلى اكسسوارات عصرية وتقليدية، وضم المعرض 25 عارض في مجموعته الأولى القادمين من عدة ولايات .
وأضافت المتحدثة، “الهدف من تنظيم هذا المعرض هو مساعدة الحرفيين على عرض سلعهم ومنتجاتهم التقليدية والعصرية، كما يسمح هذا المعرض بإقتناء مختلف مستلزمات العرائس بأثمان معقولة”.
هذا المعرض الوطني للعروس الجزائري في طبعته الأولى بولاية قسنطينة، يجري بالمركز الثقافي محمد اليزيد، ببلدية الخروب والذي سيدوم 10 أيام، حيث يحتوي على فوجين من العارضين الأول من 20 إلى 24 ديسمبر، والثاني من 25 إلى 29 ديسمبر2023 .
صبرينة دلومي