سعيد بن عياد
ليس أمام الجزائر من خيار آخر سوى مواصلة مسار بناء اقتصاد انتاجي متحرر من الريع النفطي قاءم على الاستثمار الحقيقي المدر للثروة والموفر لفرص العمل وهو المسار الجريء الذي تنتهجه البلاد في ظل تولي الرئيس عبد المجيد تبون او التعثر بفعل قوى التعطيل التي ما تنكشف بعض أوراقها حتى تخرج أخرى لبث إشاعات وفبركة اخبار مغلوطة للتشويش على المناخ العام للمشهد الاقتصادي الذي يعرف منذ تجاوز فترة وباء كورونا ديناميكة ملموسة تعكسها مؤشرات قطاعات محورية يراهن عليها في إنجاز الوثبة التي تترجم الأهداف الوطنية كصمام أمان في عالم يعيش صراعات قوية من أجل الهيمنة على الأسواق ومصادر الطاقة التقليدية وحتى الجديدة. في هذا المناخ الموسم بصراع محتوم بين إرادة الخير وقوى الشر كان قطاع الصناعة والإنتاج الصيدلاني هدفا لهجمة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اسابيع مضت حاول أصحابها عبثا إشاعة فوضى في سوق السيارات بترويج الايام الاخيرة أخبارا مغلوطة تدعي توقف نشاط مصنع فيات بالجزائر وهو ما سارعت مصالح وزارة الصناعة إلى نفيه جملة وتفصيلا مؤكدة أن المصنع يواصل نشاطه وفقا لمخطط الإنتاج الذي انطلق ديسمبر الماضي كما لم يرد إلى علمها اي خبر ذي صلة من نوع كان. وكان متوقع ان يتحرك أخطبوط الفساد واذرعه من محترفي الاحتكار والمضاربة وادوات لوبيات أجنبية بدأت تتأكد من فقدان سلطانها على السوق الجزائرية ومن ثمة جن جنونها لتشرع في استهداف القطاعات التي أظهرت القدرة على تجسيد ورقة الطريق الجديدة التي صممها وضبطها الرئيس تبون في ضوء استشارة قطاعية وتفكير عميق يستجيب لتطلعات الشعب الجزائري مرتكزا على إرادة صلبة لا تعرف المستحيل ولا التردد. وطبيعي من بين هذه القطاعات الصناعة الوطني بجميع شعبها التي بدأت تشق طريق النمو بابعاده الاقتصادية والاجتماعية يقودها رجل مشبع بالوطنية إلى النخاع هو الوزير علي عون الذي يتميز بخطاب مباشر ولا يخشى لومة لاءم في قول الحقيقة والمكاشفة خاصة لما يتعلق الأمر بمصلحة الجزائر منتهجا مقاربة واقعية تمزج بين تشجيع المستثمرين الجادين ومرافقتهم ضمن المعالم التي حددها رئيس الجمهورية وسطرتها الحكومة وكذا التصدي لأي محاولة غير نزيهة او تلاعب ايا كانت طبيعته. وفي خرجته الاعلامية قبل ايام كان علي عون واضحا بقوله انه يقف صخرة صلبة أمام اللوبيات التي تأكدت ان السوق الجزائرية ليست ساحة استهلاك مستباحة إنما هي ميدان للاستثمار الانتاجي مضمونة الربح للمشاريع الخلاقة للثروة والمقتنعة برفع تحدي التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. الوزير عون باق ولا يزال وفيا لقيمه ومبادءه بالنهوض بالصناعة الجزائرية بكل فروعها بما في ذلك الإنتاج الصيدلاني الذي سجل في وقت قياسي مكاسب سواء في الرفع من حجم تغطية السوق المحلية او تصدير وبكميات معتبرة أصنافا من الأدوية كاقلام الانسولين إلى اسواق عربية على غرار المملكة العربية السعودية بفضل نجاعة مؤسسات تنتج في الجزائر والقادم افضل. ولا يستبعد أن يكون مروجو الاخبار المغلوطة ضد قطاع الصناعة مستهدفين بلا شك وزيرها علي عون ممن فقدوا حرصا في سوق الأدوية التي تراجع الغلاف المالي المخصص للاستيراد من 3 اى 1 مليار دولار وبلا شك يجن جنونهم أمام هكذا اقتصاد للنفقات وترشيد للموارد ومن ثمة استعمال كل الطرق القدرة لمحاولة النيل من نجاح التغيير في واقع غير طبيعي طال طويلا في عشريات ماضية عنوانه استيراد كل شيء كأنه قدر محتوم وهو ليس كذلك بعد أن تكفل به رجال لهم الكفاءة المناجيريالية على أعلى مستوى وهم مصممون على ان يستمر القطار في السير بوصلته مصلحة الجزائر وشعبها غير متأثر بصراخ هذا ونباح ذاك. كما لا يستبعد أن يكون لوبيات سوق السيارات أيضا وراء هذا التكالب من أجل التشويش على صناعة ميكانيكية بدأت تترسخ ترتكز على رؤية واضحة ومحسوبة التكاليف وعلى الادماج الصناعي يوفر للمؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة بيءة للانتعاش. حقيقة سجلت الصناعة عامة بما فيها التحويلية قفزة ترتقي بها إلى مستويات تنافسية ولذلك تحتاج إلى مناخ هادىء وشفاف كما أكد عل وزير القطاع ميرزا أهمية انتهاج آلية التواصل الدائم مع مكونات السوق من مستثمرين ومتواصلين وزباءن لقطع دابر الاشاعة التي تغذي الفساد الذي لا يمكن أن يصمد أمام مؤشرات احصائية يمكن مراجعتها وتحتاج إلى تعميم وعدم ترك مساحة شاغرة يستغلها اعوان لوبيات الاستيراد المتوحش الذين لا تهمهم المصلحة الوطنية في عالم لا يرحم بلدا ضعيفا او مترددا وهو ما يتطلب الرفع من درجة اليقظة بمواصلة في الاجال المسطرة طريق بناء اقتصاد متحرر من المحروقات انطلاقا من توسيع مساحة المبادرة الاستثمارية وحماية احتياطي العملة الصعبة ذخرا للأجيال والثقة في الطاقات الوطنية وانتقاء شركاء جادين يستجيبون لمعايير الخيارات الوطنية. لقد استأنف قطار الصناعة بكل عرباته القطاعية السير على سكة لنمو مرتكزا على أرضية صلبة تحمل مؤشرات خضراء بشهادة منظمات مالية دولية.