استطلاع: صبرينة دلومي
يعاني السوق اليومي لبلدية ديدوش مراد في ولاية قسنطينة، من عدة مشاكل في مقدمتها انعدام التهيئة الخارجية والداخلية، غياب الكهرباء، الماء وانتشار النفايات الأمر الذي يعيق التجار في مزاولة نشاطهم اليومي، فيما يعزف المواطنون عن اقتناء حاجياتهم ومشترياتهم من هذا السوق وغيروا وجهتهم إلى بلديات مجاورة.
لا كهرباء ولا ماء ونفايات منتشرة هنا وهناك، هذا هو مشهد سوق بلدية ديدوش مراد، ويفتقر أيضا إلى أدنى الشروط، أمر دفع التجار إلى الامتناع عن ممارسة نشاطهم التجار.
“العصر نيوز” تنقلت إلى السوق التجاري حيث رصدت الوضع الكارثي الذي يشهده، بعد ان أصبح مكانا غير ملائم لمزاولة التجار نشاطهم.
لاحظنا عندنا دخولنا السوق، انتشارا كبيرا للنفايات، إضافة إلى تدهور الوضعية الأرضية ناهيك عن غياب تام للكهرباء والماء، مع اهتراء الأسقف ما يتسبب في تسرب مياه الأمطار بداخله لتحرم المواطنين من دخول هذا السوق واقتناء حاجياتهم .
نفايات تشوه السوق
بعض الباعة في حديثهم لـ”العصر نيوز”، اشتكوا من الحالة المزرية التي أل إليها السوق اليومي بديدوش مراد، بعد أن أصبح مرتعا للنفايات التي شوهت مظهره، إلى جانب افتقاره للتهيئة الداخلية والخارجية، وهو ما أثر على عمل التجار وحتى المواطنين.
أحد تجار الخضر والفواكه أكد أن الباعة يعملون، في ظروف أقل ما يقال عنها “أنها مزرية”، جراء التهميش الذي طال هذا المرفق لسنوات عديدة، مشيرا إلى ان التجار يزاولون نشاطهم بحي قصديري تنعدم فيه أدنى الشروط.
وكشف بعضهم عن معاناتهم اليومية، خاصة عند هطول الأمطار التي تحول السوق إلى بركة مائية يصعب التنقل داخله، وبالرغم من الشكاوى التي رفعها التجار إلى السلطات المحلية إلا انها لم تجد أذانا صاغية لتبقى دار لقمان على حالها.
عزوف يقلق الباعة
كما عبر هؤلاء عن استيائهم الشديد من هذا الوضع، مع عزوف كثير من المواطنين عن اقتناء حاجياتهم من السوق وغيروا مسارهم إلى وجهة أخرى، وهذا ما أثر على مداخيل التجار الذي عبروا عن تخوفهم من إفلاس محقق إذا لم يتغير وضع سوقهم.
ويأمل التجار في تحسين وضعية السوق في القريب العاجل، من خلال تخصيص ميزانية، لإعادة تهيئته وفق معايير تمكنهم من مزاولة النشاط في ظروف ملائمة.
وعبر بائع أخر عن استيائه الشديد، قائلا “السوق اليومي يفتقر لأدنى شروط مزاولة النشاط التجاري”، بحيث تنعدم فيه التهيئة الخارجية والداخلية، غياب الإنارة والماء، إلى جانب عدم وجود مكان مخصص لوضع النفايات وغيرها من المشاكل التي حرمت التجار من مزاولة نشاطهم بأريحية .
وأضاف آخر يقول “التجار يشتغلون في ظروف صعبة وغير لائقة، بسبب عدة مشاكل على رأسها النفايات التي تحرمهم من بيع منتوجاتهم والمواطنين من اقتناء ما يحتاجونه بسبب الروائح الكريهة المنبعثة”، متسائلا، “كيف للتاجر مزاولة نشاطه بأريحية وكيف للمواطن التسوق في راحة وجو ملائم ونظيف”.
وتابع البائع حديثه، “ان انتشار النفايات في السوق اليومي لبلدية ديدوش مراد، أجبر المواطنين على التنقل إلى مدنية علي منجلي للتسوق، ولذلك كثير من التجار بهذا السوق باتوا قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس”.
ومن جهتهم قال مواطنون، أنهم يضطرون للتنقل إلى بلديات أخرى على رأسها الخروب والمدينة الجديدة للتسوق، وهذا بعد أن قل عدد التجار بالسوق اليومي لبلدية ديدوش مراد جراء عزوفهم عن ممارسة نشاطهم، بسبب حالة السوق المزرية.
متى تدخل السلطات المعنية
ويطالب التجار السلطات المعنية، بالتدخل السريع لوضع حد لمعاناة التجار والمواطنين على حد سواء، من خلال إعادة تهيئة السوق اليومي بطريقة تنموية وذلك عبر إعادة بناء السوق بطريقة عصرية وبطوابق على شكل مول مصغر يعطي جمالا وإفادة تنموية ويلبي رغبات واحتياجات المواطنين.
وتوجه التجار بطلب للسلطات المعنية وعلى رأسها رئيس المجلس البلدي، بالنظر إليهم بعين الاعتبار لمعاناتهم، والنهوض بسوقهم اليومي بطريقة تشرف البلدية.
وأضاف هؤلاء في شكواهم “نمارس تجارة الخضر والفواكه وعدة منتوجات أخرى مقدمة للاستهلاك دون ادنى شروط، ما عاد بالسلب على الجميع، أملين بتقديم يد المساعدة وايجاد حلول تنموية تشرف البلدية ككل وتليق بمواطنيه”.
مشاكل متراكمة منذ 2004
من جهته قال عضو مكتب الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بقسنطينة أوشريف مراد في تصريح لـ” العصر نيوز”، إن السوق اليومي لبلدية ديدوش مراد “يشهد حالة كارثية منذ عدة سنوات وأنه أنه ليس الوحيد الذي يعاني من مشاكل بل تسعين بالمئة من الأسواق المحلية تشهد مشاكل جمة منذ سنة 2004″.
وأرجع المتحدث أسباب هذه المشاكل إلى عدة عوامل من بينهاالدراسة الخاطئة لمواقع الأسواق، الى جانب العراقيل التي تمارس ضد التجار”.
وأضاف “إن السوق اليومي لبلدية ديدوش مراد، يحتاج إلى إعادة ترميم شاملة حتى يستطيع التجار ممارسة نشاطهم في راحة”، لافتا إلى ان “هؤلاء الباعة يزاولون عملهم في ظروف جد صعبة خاصة في فصل الشتاء أين تتسرب مياه الأمطار عبر الأسقف المهترئة، وتحول أرضيتها إلى برك مائية، ناهيك عن انتشار النفايات، الذي تسبب في روائح كريهة “.
وتابع المتحدث يقول أنه “زيادة عن هذا يشتكي الباعة من غياب المياه بالرغم من أهميتها في الحفاظ على نظافة المحلات، بالإضافة إلى انعدام الإنارة العمومية بمحيط السوق، ما تسبب في استفحال ظاهرة السرقة “.