أبرز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية, سي الهاشمي عصاد, , حرص رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, “على صون وتعزيز مكونات الهوية الوطنية مثلما أقره في التزاماته ال54”.
ووجه عصاد, خلال إشرافه بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس يوم الأربعاء، 10 جانفي 2024، على انطلاق البرنامج الرسمي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة (يناير2024 / 2974) المصادف لـ 12 يناير, “الشكر للسيد رئيس الجمهورية على رعايته الكريمة للفعاليات الوطنية لرأس السنة الأمازيغية بالموازاة مع مراسم تسليم جوائز الأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الرابعة التي سوف تنظم غدا الخميس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال”, مبرزا أن ذلك يترجم “حرصه الصريح على صون وتعزيز مكونات الهوية الوطنية مثلما أقره في التزاماته 54 وخاصة النقطة رقم 12”.
يناير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع من أجل تنمية مستدامة
وأشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية خلال هذا اللقاء, الذي عرف حضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الانسان حميد لوناوسي، ورئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي وكذا نور الدين بن براهم، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني وممثلي مختلف الهيئات, أنه “تم اختيار ولاية الجزائر لاحتضان هذا النشاط الكبير تحت شعار “يناير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع من أجل تنمية مستدامة”, حيث تترجم بوضوح تلك المرجعية العريقة التي لا بد أن نعتز بها كجزائريين أيما اعتزاز بهدف استغلال هذا الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية”.
وأضاف عصاد, بخصوص برنامج ونشاطات إحياء السنة الأمازيغية الجديدة, أنه يتضمن 5 محاور تتمثل في “فضاء سوق يناير بالعاصمة الذي يحي التراث الثقافي الوطني الجدير بالتسويق والترويج وأجنحة المؤسسات الناشئة التي تهتم بتثمين التراث الوطني وترقية اللغة والثقافة الوطنية والتي تهدف إلى تشجيع الشباب الجامعي للاهتمام أكثر بهذا الميدان الخصب”.
كما تم في ذات السياق، تخصيص “ورشات موضوعاتية علمية وتكوينية في مجالي الترجمة وأسماء الأعلام لفائدة شريحة من الباحثين والمهتمين بحقل اللغة والثقافة الأمازيغية وفتح مجال للتخصصات البحثية الجديدة للتطرق إلى الأبعاد التاريخية والثقافية للهوية الجزائرية من خلال الموروث الثقافي الوطني يناير مع التركيز على أهمية مناقشة موضوع التعددية الثقافية واللسانية في إطار المشروع التمهيدي للأطلس اللغوي للجزائر”.
الأمازيغية إرث مشترك يتقاسمه كل الجزائريين
ومن جهة أخرى, أشار إلى “مختلف المكتسبات التي حققتها الجزائر في عدة مجالات منها الثقافية والمعرفية والتربوية, وهذا في سياق اهتمامات الدولة ومؤسساتها المعنية بكل ما يرمز لهويتنا الوطنية ومرجعيتنا التاريخية وترجمة لنص ديباجة دستور نوفمبر 2020 الذي يؤكد أن الشعب الجزائري شعب حر ومصمم على البقاء حرا فتاريخه الممتدة جذوره عبر آلاف السنين سلسلة متصلة الحلقات من الكفاح والجهاد جعلت الجزائر دائما منبت الحرية وأرض العزة والكرامة”.
وشدد عصاد على “استمرارية التجنيد مؤسساتيا لغرس هذه القيم النبيلة من حب الوطن والحفاظ على الموروث الثقافي الوطني في أذهان الناشئة, بهدف تقوية شعور الانتماء إلى أمة عريقة في كنف الأمن الهوياتي اللغوي تماشيا مع سماحة الدين الحنيف الذي كان دوما يحث على تغليب كفة التعايش ونبذ كل مسببات الفرقة”.
وأضاف “نحن نعمل ضمن هذا التوجه المؤسساتي بشكل هادئ وبخطوات ثابتة دون تسرع وارتجال بل بعقلانية ورزانة مسؤولة من أجل تكريس أحكام الدستور, لأن الأمازيغية ستبقى دوما هي عنصر تماسك اجتماعي وإرث مشترك يتقاسمه كل الجزائريين”.