تتوالى ردود الفعل المنددة بجريمة اغتيال القيادي البارز في حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” ونائب رئيس مكتبها السياسي، صالح العاروري، واثنين من مرافقيه في هجوم صهيوني استهدف يوم الثلاثاء، مكتبه في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وانطلقت مظاهرات عارمة في الضفة الغربية المحتلة ولبنان وعمّ اضراب شامل محافظات الضفة يوم الأربعاء، تنديدا باغتيال الاحتلال الصهيوني للقيادي صالح العاروري الذي يعتبره الفلسطينيون من الشخصيات البارزة التي لطالما دعت للوحدة و نبذ الانقسامات في مواجهة الاحتلال.
وشل الإضراب الذي دعت اليه القوى والفصائل الفلسطينية مناحي الحياة كافة حيث أغلقت الجامعات والبنوك والمحلات التجارية أبوابها في شتى قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة، كما عطلت جميع المؤسسات و الشركات دوام موظفيها حدادا على روح الشهيد العاروري.
وفي لبنان، خرجت تظاهرات مساء الثلاثاء الماضي في العديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد استنكارا لاغتيال القيادي العاروري.
وشهد مخيم البداوي (شمال) تظاهرة جماهيرية حاشدة ردا على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة واغتيال القيادي العاروري، وفق ما افادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن “المشاركين في التظاهرة رفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات فصائل فلسطينية وسط أجواء سادها الغضب” ورددوا “هتافات وأناشيد وطنية تندد بجرائم جيش الاحتلال الصهيوني وتدعو إلى دعم المقاومة في مواجهة العدو”.
المقاومة أكثر إصرارا وتمسكا بمنهجها ضد الاحتلال
وفي مدينة صور جنوب لبنان، شهدت المخيمات الفلسطينية تجمعات قرب المساجد وفي الساحات العامة، رفع خلالها المشاركون، الأعلام الفلسطينية وصورا للعاروري ورفاقه.
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، أن عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن يزيد المقاومة إلا إصرارا وتمسكا بمنهجها.
وقال الرشق، في بيان له أن “سلسلة الاغتيالات التي تطال قياديين في الحركة تثبت مجددا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أي من أهدافه العدوانية في قطاع غزة، كما أنها لن تفلح في كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني ولا النيل من استمرار المقاومة الباسلة”.
عواقب لا تحمد نتائجها وستؤدي إلى مزيد من التصعيد
من جهتها، شددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” على مدى الخطر التي تشكلها قيادة التطرف والقتل والمجازر في الكيان الصهيوني على المنطقة والأمن والسلم العالميين بإقدامها على اغتيال القادة الفلسطينيين على أرض عربية ذات سيادة “ما ينذر بعواقب لا تحمد نتائجها والتي ستؤدي إلى مزيد من التصعيد الميداني”.
بدورها، نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني والمحررين في الوطن والمهجر “المناضل والقائد الوطني والأسير المحرر والمبعد الشيخ صالح العاروري”. وقالت في بيان مشترك أن العاروري “سخر حياته في سبيل حرية أرضه وشعبه حتى آخر لحظة من حياته” وأشار البيان إلى أن العاروري “أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه نحو 18 عاما”.