أكد وزير المالية, لعزيز فايد, ان البنكين الجزائريين الذين تم تدشينهما شهر سبتمبر الاخير في موريتانيا والسنغال قد شرعا في مزاولة نشاطهما, فيما سيتم تدشين بنك آخر بكوت ديفوار قبل نهاية السنة الجارية.
وادلى الوزير بهذا التصريح على هامش يوم اعلامي نظمته, الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية, تحت موضوع “الشمول المالي في عصر الرقمنة: آفاق وتحديات”, بمناسبة اليوم العالمي للادخار (31 أكتوبر).
وكان وزير المالية قد اشرف في 20 و 21 سبتمبر الماضي, على التدشين الرسمي لبنكين جزائريين, في اطار ترقية المبادلات التجارية البينية الافريقية, ويتعلق الامر خاصة ببنك الاتحاد الجزائري (الجيريان يونيون بنك) في نواكشوط والبنك الجزائري السنغالي (الجيريان بنك اوف سنغال) بداكار, واللذين دخلا الخدمة ابتداء من أول امس الثلاثاء.
كما اشار فايد, الى ان بنكا جزائريا ثالثا, بادرت به مجموعة من اربعة بنوك عمومية, سيتم تدشينه بأبيدجان قبل نهاية سنة 2023. وتابع يقول, ان البنك الجزائري الذي سيفتتح بالعاصمة الفرنسية, باريس, سيدشن “خلال الاشهر المقبلة”.
كما اعلن في ذات السياق, انه سيتم “خلال الأيام المقبلة” اطلاق النظام الإعلامي الجديد لمصالح الجمارك الجزائرية. ومن شأن هذا النظام الجديد, الذي تم القيام بتجاربه الأولية مطلع سنة 2023, السماح بتسهيل عمليات الجمركة ونشر المعلومات المتعلقة بالتجارة الخارجية وتكريس الشفافية وتطوير آليات مكافحة الغش والتهريب.
منصة للثقافة المالية أفريل المقبل
وتم خلال هذا اليوم الإعلامي, تقديم عرض تفصيلي عن البرنامج الوطني للثقافة المالية, الذي تم اطلاقه في شهر سبتمبر المنصرم.
في هذا الصدد, اكد المندوب العام للجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية, رشيد بلعيد, في اطار مجموعة حول التحول الرقمي والثقافة المالية, ان هذا البرنامج يتضمن انشاء منصة الكترونية ابتداء من افريل 2024, تهدف الى تعميم المفاهيم البنكية والمالية لفائدة الجمهور الواسع.
ومن جانبه, اوضح الجامعي, امين قسوري, الذي ساهم في اعداد هذا البرنامج, ان هذه المنصة تهدف الى تمكين الجمهور من الحصول على معلومات موجهة, تتوج بشهادات نجاح.
ومن بين المواضيع التي اختيرت لهذه التكوينات, “التحكم في الميزانية والادخار وتسيير الحساب الجاري ووسائل الدفع الالكترونية والتأمينات وحماية مستعملي الخدمات المالية فضلا عن الصيرفة الإسلامية.
البنوك والمؤسسات المالية وتحدي الرقمنة
دعا وزير المالية، لعزيز فايد، على صعيد آخر جميع البنوك والمؤسسات المالية إلى تركيز العمل على المجال الرقمي والتكنولوجي من أجل بناء منظومة مصرفية متكاملة مبنية على أسس علمية حديثة تتلاءم مع متطلبات المواطن.
وأضاف أن “البقاء أصبح مرهونا بمدى تطور مؤسسات التكنولوجيا والتكيف مع المتغيرات المحيطة بها”.
وبخصوص البرنامج الوطني للثقافة المالية من أجل التحسيس بأهمية الادخار، وفتح الحسابات البنكية، دعا أيضا جميع المؤسسات المالية إلى وضع مخطط اتصالي فعال بهدف شرح السبل والوسائل التي توفرها المؤسسات المالية للمواطنين من أجل فتح الحسابات، الادخار والترويج للمنتجات البنكية على نطاق أوسع من أجل ترسيخ ثقافة الادخار، بتنظيم نشاطات بالتنسيق مع جميع الأطراف الفاعلة.
كما اعتبرها الوزير أنها وسائل وتقنيات تسعى الوزارة من خلالها في “القريب العاجل” إلى تجسيد الإدماج المالي من أجل تحقيق النمو الشامل بتطبيق مخطط عمل يخدم المواطن دون المساس بمصالحه ورفع عنه جميع العقبات الخاصة بالإدماج المالي.
كما ستشرع وزارة المالية بتشجيع بناء شراكة تجمع بين الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية وكل القطاعات المشرفة على التعليم والتكوين وهذا تكريسا للمبادئ الأساسية للثقافة المالية من أجل التكيف والاستجابة السريعة لمتطلبات المجتمع، لاسيما فئة الشباب.
وتطمح الوزارة إلى تجسيد إصلاحات عميقة للمنظومة المالية الوطنية لتطبيق مبادئ الشمول المالي في قطاع البنوك وذلك بالعمل من أجل رقمنة القطاع لتحسين جودة الخدمات المالية، من خلال وضع أنظمة معلوماتية متطورة، تحت حيز الخدمة تساعد على تقديم الخدمات البنكية بطريقة آنية، وتوفير منتجات بنكية رقمية تتناسب مع احتياجات المواطن وبأسعار ميسورة تلبي احتياجاته، وذلك بالعمل مع المؤسسات الناشئة والمؤسسات الوطنية المختصة في المجال الرقمي والتكنولوجي.