روبرتاج: صبرينة دلومي
تميز الصالون الدولي للبنايات الجديدة والتكنولوجيات الحديثة بويلتاك في طبعته الرابعة الذي نظم بفندق الماريوت بقسنطينة، بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال البناء والعمران، بمشاركة أزيد من 80 عارضا، من بينهم أجانب وشركات مزدوجة الجنسية، جزائرية و أجنبية، لها منتجات حديثة، قاموا بعرضها لأول مرة بالصالون الدولي بويلتاك، بالإضافة إلى تقنيات متطورة في مجال البناء والعمارة.
ووقفت “العصر نيوز” خلال زيارتها للمعرض، على مختلف التكنولوجيات الجديدة في مجال البناء والعمران، حيث قدم المشاركون مجموعة متنوعة غير مسبوقة من الأفكار المبتكرة، التي يمكن تطبيقها تقريبا على جميع القطاعات الصناعية والتجارية.
مدير شركة ميديا : بويلتاك اعتمدت تقديم أحدث التقنيات المبتكرة في مجال البناء
وقال مدير شركة ميديا ستار سيف الدين صالحي، في تصريح خص به “العصر نيوز”، أن “الطبعة الرابعة لصالون بويلتاك تهدف إلى اكتشاف أهم التقنيات الجديدة في قطاع البناء والمعمار، مضيفا أن هذه الطبعة، “اعتمدت أساسا على تقديم أحدث التقنيات المبتكرة في مجال البناء والتشييد، بإعطاء فرصة لكل الشركات و المؤسسات المنتجة بالتعارف وتبادل أهم الابتكارات الجديدة التي قدمت من خلال عروضهم وتطوير شبكاتهم المعرفية من خلال الاحتكاك بالمحترفين في القطاع وعقد شركات جديدة لغزو أسواق”.
تقنيات مبتكرة تسمح للمهندسين برؤية تفاصيل المشروع
تشهد منصات البناء الافتراضية و الواقع المعزز انتشارًا متزايدًا في مجال البناء، حيث تسمح هذه التقنيات للمهندسين والمقاولين برؤية تفاصيل المشروع، وتوفر تقنيات حديثة تسمح للمستخدمين بتجربة بيئات افتراضية لإنشاء وتطوير المشاريع البنائية، من اجل تجسيدها على أرض الواقع، وتتميز هذه التقنيات بالتحكم فوق العادة بالواقع بحيث يكون من الممكن رؤية العناصر والمنشآت ثلاثية الأبعاد في أدق صورها.
وفي هذا الصدد يقول عميد المعهد الدكتور بركاني حسام الدين، أن مشاركتهم في الطبعة الرابعة لصالون “بويلتاك” سمح لهم بعرض التكنولوجيات الجديدة واستخداماتها في الذكاء الاصطناعي، والجولات الافتراضية، إضافة إلى الواقع الإفتراضي، والواقع المعزز، وإدماجها في مجال الهندسة المعمارية والعمران.
تقنيات ثلاثية الأبعاد لتحديد المشكل وحله في التصميم الأول
وحسب المتحدث فإن الجولات الافتراضية للمشاريع تسمح برؤية الفضاء ومعرفة أركانه إلى جانب التعريف بالمنشآت، كما تم استخدامها في جامعة أم البواقي لتعريف الطلبة الجدد بالفضاءات الموجودة بالجامعة، وتحدث أيضا عن تطبيق آخر من خلال عرض متحف افتراضي، والذي يهدف إلى التعريف بالتاريخ الحضري والمعماري وكذلك التعريف بالمعالم السياحية.
ومن جانبها قالت المهندسة المعمارية “لغريب رانيا” أنه “يمكن اعتماد التقنيات الجديدة من خلال تأسيس منهجية عمل مبتكرة لجميع مشاريعهم، وتتمثل في مسح الموقع وبيئته، و يبدأ كل مشروع بمسح ثلاثي الأبعاد للموقع، مما يضمن التكامل التام للمشروع المستقبلي في سياقه الحالي”.
وتضيف المتحدثة أن “تقنية ثلاثية الأبعاد للموقع وبيئته بمجرد التقاط بيانات الموقع، نقوم بتحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد و تصبح هذه النماذج الأساس المتين الذي يرتكز عليه تصميمنا المعماري”.
كما تحدثت المهندسة، عن نموذج BIM للمشروع، حيث قالت أنه “بفضل هذه التقنية، نتجاوز حدود الرسومات والخطط التقليدية، مما يوفر تحكمًا لا مثيل له في المشروع، وتتيح هذه الدقة تحديد المشكلات المحتملة وحلها في مراحل التصميم الأولى”.
واضافت لغريب أنه “بفضل التصميم الواقعي ثلاثي الأبعاد، يقدم للزبائن الفرصة للتجول في مساحتها المستقبلية، والشعور بالجو وفهم كل عنصر، كما يسمح بالحصول على تعليقات قيمة وإجراء التعديلات قبل بدء الإنتاج”.
دعامة مقاومة للزلزال تعرض بصالون بوليتاك
ومن جهتها تحدثت نباش إبتسام، صاحبة شركة ناشئة وطالبة في جامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، عن الدعامة المقاومة للزلازل، وهي فكرة مبتكرة من إعداد الأستاذ الجامعي عبد المزيان نبيل، وقالت المتحدثة أن صالون بويلتاك أعطى لهم فرصة لتقديم المشروع.
واضافت نباش أن الدكتور عبد المزيان نبيل، وبمشاركة طالبتين، قدموا فكرة مشروع يتمثل في وجود هياكل فولاذية بالخرسانة المسلحة بدعامة متكونة من الحديد، تسمح بإنجاز مباني عالية مقاومة للزلازل .
وحسب المتحدثة فقد اختار الدكتور والطالبتان، منطقة شلف، باعتبارها منطقة زلزالية، خاصة وأنها شهدت زلزالا قويا سنة 1980، خلف خسائر بشرية ومادية.
وتابعت المشاركة قائلة بأن تجربتهم “كانت على مستوى 40 بناية، تحتوي على جميع أنواع الدعامات، وكانت النتيجة أن هذه الدعامات التي تكون فيها الفكرة المبتكرة، مقاومة جدا للزلزال، وأعطت نتائج مبهرة مقارنة بالنتائج مع البنايات الأخرى.
ومن جهتها عرضت مؤسسة spgl “نظام ميلتيبتون” وهو نظام يطور ويصنع أنظمة التسخين والتبريد، حيث تستعمل في البنايات العادية تحت الأرضية، مع الالتزام بمقاييس طبقة ذاتية التسوية، بطبيعة الحال لابد في هذه الحالة من طبقتين الأولى لتسوية الأرضية والثانية لوضع أنبوب ميلتيبتون.
مجمع شي علي : رغوة عازلة لأصوات للبنايات لا تسبب أضرارا صحية
ومن جهة أخرى قال ممثل مجمع شي علي جلال بن عيدة، في تصريح “للعصر نيوز” أن بويلتاك في طبعته الرابعة قدم منتجا جديدا للبنايات، جزائري مائة بالمائة والمتمثل في رغوة عازلة للصوت.
وأضاف المتحدث أن مجمع شي علي شركة صناعية مختصة في صناعة مواد البناء، وتواجدهم اليوم في معرض بويلتاك، بمنتوج جزائري جديد الذي يتمثل في رغوة عازلة للصوت، مصنوعة من مواد بلاستيكية، وهي مادة آمنة، عكس المواد التي يتم بها حاليا صنع البنايات العازلة للأصوات والتي قد تسبب أمراضا خطيرة”.
وتابع المتحدث “أن شركة شي علي كانت في شراكة مع شركة كورية، أصبحت الآن محلية، وتصنع هذه الرغوة العازلة بالجزائر، كما تم تجسيدها على أرض الواقع، خاصة وأنها سهلة للاستعمال وغير مضرة بصحة الإنسان ولا تسبب أي أضرار صحية، عكس المواد الأخرى التي كانت تستعمل في عزل الأصوات”.
وقال المتحدث ، أن جميع البلدان تتجه الآن نحو هذه الرغوة لأنها لا تسبب خطورة على صحة الإنسان.