ما أشبه اليوم بالبارحة، لما تتقاطع المواقف وتمتزج القناعات تحت عنوان بارز “خدمة الجزائر والدفاع عنها باستماتة”، هي صورة شاملة رسمتها الندوة التي نظمها المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة إحياء للذكرى الـ 45 لوفاة المجاهد والرئيس الراحل هواري بومدين.
وبهذه المناسبة، توقف مدير المعهد مليا، عبد العزيز مجاهد، في تصريح على هامش الندوة عند صور لها دلالات قوية تستحق التمعن فيها عنوانها “نفس الرجل ونفس المواقف” وطنيا وعربيا وإفريقيا وإسلاميا ودوليا.
ومن بين المع تلك الصور الرمزية لمصداقية الراحل هواري بومدين (اسمه الحقيقي محمد بوخروبة) على الصعيد الداخلي قدم مجاهد مثالا جدير بالتناول بالدراسة لاستخلاص قيمة الوطنية لدى ذلك الجيل من المناضلين، فقال لما سئل بشير بومعزة وهو مناضل محنك عن السبب وراء قبول العمل مع الرئيس بومدين وهو المعارض لنهجه رد بومعزة بكل بساطة ، “كنا نتصارع على السلطة ومن يحكمها ولكن الآن نعمل مع بعض لصالح الجزائر لحمايتها من أي خطر أو تهديد وذلك بالعمل معا لاختيار أفضل مسلك يقود إلى خدمة الجزائر”.
وأضاف مجاهد يقول بحق بومدين “إن عدو النفاق لا ينافق”، تعبرا عن شهامة الرجل وصدقه، مضيفا “حتى وان كان في مرات يعتبر صادما كما في لاهور سنة 1974 لما قال ” أن التجارب الإنسانية أثبتت أن العلاقات جغرافية كانت ام دينية قد تلاشت تحت ضربات معاول الجهل والفقر والجوع.. لا نريد أن نذهب الى الجنة ببطون خاوية. الشعب الجائع بحاجة إلى خبز والشعب المريض إلى مستشفيات والشعب الجاهل إلى العلم”.
لقد تحدث بلسان صريح وحاد أمام مؤتمر البلدان الإسلامية فقال ايضا “كيف تتحدثون عن الإسلام ومليار مسلم حفاة عراة وكيف يحق لمبذرين يعيشون في بذخ أن يتحدثوا عن الجياع والحفاة وأضاف “لو كنتم صادقين لكان المسلمون يعيشون حياة كريمة..”ن وهي كما اوضح مجاهد مواقف رافقية جدا لا يعبر عنها سوى صاحبها بومدين لتبقى خالدة في سجلات تاريخ الدول وهي مفخرة للجزائر على مر الزمن.
كما ذكر عبد العزيز مجاهد، مدير المعهد الوطنية للدراسات الإستراتيجية الشاملة، بمحطات بارزة في النضال ينساه البعض او يتناساه، اسستها الجزائر تحت قيادة بومدين، ومن بينها طرد نظام التمييز العنصري (الأبارتايد) بجنوب إفريقيا من منظمة الأمم المتحدة، مشيرا الى ان الجزائر هي التي لعبت دورا رياديا في واعتماد لائحة أممية في سنة 1974 تعتبر الصهيونية مطابقة للتمييز العنصرين دعيا في السياق إلى العمل في مجال البحث وتقصي تلك المآثر الدولية التي أثرت في العلاقات الدولية والتعرف عمن تراجع عنها وتحديد من صوت ضد تلك اللائحة بعد سنوات ليعلم الأجيال الجديدة ثقل بلادهما ونفوذ قادتهم مثل بومدين.
وبذلك كما أضاف مجاهد في تصريحاته فان شخصية ومسيرة الرئيس الراحل هواري بومدين، القائد والإنسان، تستحق تخصيص ندوة كاملة لإيفائها حقها، بحثا ونقاشا واستخلاصا للعبر من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والدولية، ليختم بالقول بلسان أحرار البلاد “يا بومدين ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”، لتتواصل مسيرة الجزائر شامخة لا تخشى التحديات تستمد قوتها من شعبها ومناعتها من تاريخها.
سعيد بن عياد