عبد الكريم شلغوم: عندنا تأخر كبير في نمذجة معلومات البناء وهي الحل الوحيد اليوم
التقت جريدة “العصر نيوز” على هامش الندوة الدراسية التي نظمتها الجمعية الجزائرية للطرق حول نمذجة معلومات البناء يوم 23 سبتمبر 2023 بفندق الرياض برئيس منتدى المخاطر الكبرى البروفيسور عبد الكريم شلغوم الذي أجاب عن أسئلة في موضوع رقمنة البيانات المتعلقة بالبناء والمنشات القاعدية:
العصر نيوز: إلى أي درجة يمكن القول أن الرقمنة موجودة ومعمول بها في مجالات البناء والأشغال العمومية؟
عبد الكريم شلغوم: بصراحة تسجل الرقمنة (نمذجة معلومات البناء) تأخرا كبيرا في بلادنا مقارنة بما هو الوضع في بلدان اخرى. هذه الإمكانية التكنولوجية تقدم إضافة كبيرة في تطوير تسيير المنشآت القاعدية إذا ما توصلنا إلى تحكم في استعمالها على مستوى تصميم المشروع وانجازه وإدارته كما أنها وسيلة تسمح بالتدخل في الوقت الحقيقي للقيام بأعمال الترميم والصيانة إذا لا قدر الله حدث زلزال. من هذا فان نمذجة معلومات البناء هي الحل الوحيد الذي يسمح برسم إستراتيجية واضحة لتسيير اكبر المشاريع القاعدية.
العصر نيوز: ما هي الأدوات المطلوبة لتجسيد هذه الإستراتيجية؟
عبد الكريم شلغوم: المطلوب في الأساس التكوين بإعداد مهندسين ومسيرين للمؤسسات في قطاع الأشغال العمومية وبالأخص أيضا في قطاع السكن والعمران(هندسة مدنية ومعمارية) وذلك في مجال التحكم في الرقمنة (نظام بيم). الواقع التكوين في هذا المجال أمن وسلامة البناء يعاني من ضعف لذلك لا بد من أن تنزل الجامعات والمدارس العليا بطلبتها إلى الميدان للاحتكاك بالتحديات الموجودة ومن ثمة مواكبة التطورات التكنولوجية والعمل بها.
العصر نيوز: الحديث عن التكوين يعني البرامج، هل تدعو إلى إصلاحها وتطويرها؟
عبد الكريم شلغوم: حقيقة هذا خطوة مطلوبة ويمكن مراجعة برامج التعليم في هذا المجال من خلال لجنة مؤهلة مع قطاع التعليم العالي تشتغل في العمق على ملف البرامج التعليمية والمناهج بما يحقق قفزة نوعية لقطاع البناء والأشغال العمومية برمته.
العصر نيوز: ما هي مواطن الضعف في هذه المنشآت؟
عبد الكريم شلغوم: المشكلة هنا تكمن في صيانة المنشآت القاعدة والفنية وكذا البنايات الكبرى وهذا غير مقبول في بلدانا المتواجدة جغرافيا على خط زلزالي وما حدث مؤخرا في المغرب يستدعي العمل على مراجعة وتقييم هذا الجانب من حيث التكوين وإدخال الرقمنة وحتى النصوص التشريعية ذات الصلة وإطلاق دراسات معمقة حول مدى هشاشة المشاريع وبلا شك يسمح هذا بإدراج تصحيحات وربما حتى إزالة مشاريع بها اختلالات وعيوب اذا ما اكتشفت.
العصر نيوز: وماذا عن السدود باعتبارها من البنى التحتية الأساسية للاقتصاد وحياة الناس؟
عبد الكريم شلغوم: بالفعل السدود تعتبر من المنشآت القاعدية التي تستوجب متابعة دائمة ودقيقة وما حدث قبل أسابيع في دولة ليبيا جراء فيضانات أزالت مدينة كاملة بسكانها سببه انهيار سدين وهذا لغياب أعمال الصيانة المنتظمة فالكوارث لا تسمح بالخطأ البشري ومنه ينبغي استخلاص الدروس.
حاوره: سعيد بن عياد
نتائج ندوة نمذجة معلومات البناء
6 توصيات عملية استعجاليه ..
بعد يوم من النقاش والحوار بمشاركة خبراء ومختصين وطنيين ومن الخارج توصلت الندوة العلمية حول “نمذجة معلومات البناء” في مجال الأشغال العمومية، التي بادرت الجمعية الجزائرية للطرق بتنظيمها شهر سبتمبر 2023 إلى جملة من التوصيات أوجزها لنا مقرر الندوة محمود بن صايبي، إطار بمجمع دراسات المنشآت، المراقبة والمساعدة “جايكا” فيما يلي:
1- تشجيع استعمال نمذجة معلومات البناء (بيم) في المشاريع المهيكلة
2- حث السلطات العمومية على جعل استعمال النمذجة إلزامي في المشاريع الكبرى
3- تكييف وملاءمة التشريع الساري بما فيه الكفاية
4- إطلاق تكوينات في نظام نمذجة معلومات البناء لمختلف المتدخلين
5- إعداد ورقة طريق للتحول الرقمي في قطاع الأشغال العمومية
6- إطلاق مشاريع نموذجية في نمذجة معلومات البناء في قطاعات السكك الحديدة (دراسات وانجاز) والمنشآت الفنية (دراسات وانجاز) ورصد ومراقبة المنشات الفنية والسكك الحديدة والأنفاق.
سعيد بن عياد
مفهوم نمذجة معلومات البناء
تعد “نمذجة معلومات البناء” أو ما يعرف بنظام BIM نهجا رقميا لتصميم وبناء وإدارة مشاريع البنية التحتية، حيث يتم الاعتماد فيه على إنشاء واستخدام نموذج حاسوبي ثلاثي الأبعاد يتضمن جميع المعلومات اللازمة لتصميم وبناء وإدارة مبنى أو بنية تحتية وتسمح نمذجة معلومات البناء بإرساء تعاون أكثر كفاءة بين مختلف الفاعلين في مشروع ما كما تحسن جودة العمل وتقلص من التكاليف.
سعيد. ب