أشرف صباح اليوم الخميس، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، على فعاليات مراسم التوقيع على عقود إنجاز مشروعي محطات الطاقة الشمسية بقدرة ألفي ميجاواط وسولار ألف ميجاواط، الذي يشكل خطوة كبيرة في بناء مستقبل مشرف نحو تطوير الطاقة المستدامة والصديقة للبيئة في بلادنا.
وحسب ما جاء في مداخلة الوزير -تسلمت العصر نيوز نسخة منها- فإنه بتوقيع عقود إنشاء محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، قال عرقاب أن الجزائر “تخطو اليوم خطوة حاسمة وتحقق أول مرحلة لتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجددة في الجزائر، والذي يتمثل في إنجاز 15 ألف ميجاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في آفاق 2035، عبر أكثر من 40 ولاية من التراب الوطني”.
وأضاف الوزير أن “هذه المرحلة تتمثل في التوقيع على مشاريع إنجاز محطات شمسية للمناقصتين 2023 لمجمع سونلغاز بطاقة إجمالية تقدر ب 3آلاف ميجاواط موزعة كالاتي:
1. المناقصة الأولى تحتوي على إنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بمجموع ألفي ميجاواط، تتراوح قدرتها من 80 إلى 220 ميغاواط، موزعة عبر 12 ولاية عبر الوطن.
2. أما المناقصة الثانية -سولار “Solar” 1000- فتشتمل على 5 محطات كهروضوئية بمجموع ألف ميجاواط، وتتراوح قدرتها من 50 إلى 300 ميغاواط، موزعة عبر 5 ولايات من الوطن.
تشكل هذه المرحلة منعطفًا حاسمًا، حيث سنقوم للمرة الأولى في تاريخ الجزائر بإنشاء 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية في آن واحد عبر محطات عملاقة لم تنجز بعد في الجزائر، يقول الوزير.
وأردف مؤكدا أن الجزائر “تقف اليوم على أعتاب تحول عالمي للطاقة، سيؤدي إلى عالم بنموذج اقتصادي واجتماعي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وأكثر احترامًا للبيئة، وعليه فإن الجزائر ملزمة بالتأقلم مع هذا التحول بإعادة بناء نموذج طاقوي جديد وفعال يعتمد على استغلال الموارد المتاحة بشكل عقلاني، الدمج بين الطاقات التقليدية والحديثة مع إيلاء الأهمية للطاقات المتجددة ما يمكن من ترسيخ أمننا الطاقوي والقومي”.
وتابع ” في هذا الصدد، تجسد هذه الخطوة الإرادة الراسخة للقيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية،السيد عبد المجيد تبون، لتعزيز الاستغلال الأمثل للطاقات النظيفة والمتجددة، ولاسيما مصادر الطاقة الشمسية وفقا للقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلاد، والذي حان وقت استغلاله لتنويع مزيجنا الطاقوي والحفاظ على مواردنا الغازية وخلق قيمة اقتصادية إضافية، وزيادة إلى الجانب الطاقوي و تلبية احتياجاتنا المتزايدة من الكهرباء بطريقة نظيفة ومستدامة و المساهمة بشكل كبير في الإنتقال الطاقوي، تندرج هذه المشاريع العملاقة في ديناميكية تنمية اقتصادية مستدامة من خلال خلق آلاف فرص العمل ونقل التكنولوجيا و التقنيات المتطورة في مجال الطاقات النظيفة، كما سيسمح لبلادنا بما تمتلكه من إمكانيات، أن تمضي بعزم لتصبح منتجا مهما للطاقة الكهربائية ومُصدرا موثوقًا للكهرباء، للبلدان المجاورة ولأوروبا، وبكفاءة عالية، كما هي اليوم مُوردًا آمنا وموثوقا للغاز”.
وبخصوص مشروع إنجاز 3000 ميغاواط قال عرقاب أنه يعتبر اليوم “فرصة إضافية للشركات الوطنية الخاصة والعمومية منها، لتطوير الإدماج الصناعي من أجل مواكبة عجلة تنمية القطاع الصناعي بصفة عامة، سواءً في مجال الإنجاز، مجال تصنيع المعدات و الأدوات و كذا مجال الخدمات”.
“كما سيسمح ايضا بتجسيد شَراكات بين مؤسسات وطنية وأجنبية التي ستؤدي بالتأكيد إلى بناء وتعزيز قدرات الموارد البشرية ونقل التكنولوجيا في هذا المجال ذات قيمة مضافة عالية” يضيف الوزير.
وفي ختام مداخلته عبر عرقاب عن الدعم المتواصل والكامل لإنجاح هذا المشروع وفي تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من أجل مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود الجبارة التي بذلتها الشركة الوطنية سونلغاز من أجل تجسيد الاستراتيجية، والتي تمكنت من التغلب على التحديات التقنية واللوجستية لإنجاز هذين البرنامجين الضخمين.
و هنأ في الأخير مختلف التجمعات الوطنية والدولية على مشاركتها واحترافيتها طوال عملية المناقصا، شاكرا كل من من ساهم في إنجاز هذه العملية كما هذا اليوم التاريخي، وحاثا إياهم على مواصلة هذا المسار الواعد لمستقبل مشرق لجزائر قوية ومزدهرة.