أكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 52 ألف امرأة حامل بغزة، معرضة لمخاطر صحية كبيرة، جراء تدهور المنظومة الصحية بسبب العدوان الصهيوني المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وحسب تقارير فلسطينية وأممية فإن المخاوف من المخاطر لا تقتصر على الولادة نفسها، حيث تثير الظروف الكارثية والموت المنتشر في كل مكان الخوف في نفوس النسوة الحوامل، بل تتعداها إلى تحديات عديدة أخرى تتعلق بإبقاء الأطفال على قيد الحياة في ظل الحرمان من المواد الأساسية كالماء والغذاء.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 7 مراكز صحية بالقطاع من أصل 23 مركزا تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” مازالت تعمل، إضافة إلى وجود 12 مستشفى يعمل جزئيا، ستة منهم بالشمال، وأخرى بالجنوب، إضافة إلى 3 مستشفيات ميدانية تعمل هي الأخرى جزئيا.
و قال الطبيب الفرنسي رافاييل بيتي الذي كان يقوم بمهمة في جنوب قطاع غزة: أن “المستشفى غير قادر على تحديد موعد للمتابعة، هذا مستحيل لأن هناك أشخاصا كثيرين يقصدونه”.
و أوضحت التقارير الصحية أن الخطر لا يهدد النساء اللواتي اقترب موعد وضعهن وحسب، بل يتعداهن ليشمل جميع النساء الحوامل بسبب نقص الغذاء، في ضوء تواصل العدوان الصهيوني على القطاع.
و ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح.
و أضاف الصندوق في تقرير له الشهر الماضي أن انتشار المراحيض والحمامات غير الصحية يؤدي إلى التهابات المسالك البولية الخطرة ، فيما تواجه 95% من النساء الحوامل أو المرضعات نقصا غذائيا حادا، وفقا لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.
من جهتها، قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألن أن: “هناك العديد من الأزمات في المنطقة التي تعتبر كارثية بالنسبة إلى النساء الحوامل” مضيفة أنه بسبب الكثافة السكانية في غزة وغياب أماكن آمنة، الوضع “أسوأ من كل كوابيسنا”.
و حسب مؤسسة “أكشن إيد” فلسطين، فإن عشرات الآلاف من النساء الحوامل يعانين من الجوع الشديد بسبب الأزمة الغذائية المتصاعدة في غزة، كما تعاني الأمهات من سوء التغذية، ما يحد من قدرتهن على إرضاع أطفالهن حديثي الولادة من خلال الرضاعة الطبيعية.
كما يعاني 71% من سكان غزة حاليا من الجوع الحاد في حين أن 98% من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام، حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.