حاورته: حسناء زكري
“معرف محمد رمزي” فنان في ألعاب الخفة، شغفه وحبه لهذا المجال منذ نعومة أظافره جعله يبدع في العديد من العروض والخدع البصرية التي قدمها في الشوارع للجماهير، ومثلما أبهرهم في قراءة أفكارهم وعروضه السحرية التي جذبهم بها، سيصدر له كتاب في هذا المجال قريبا، تابعوا الحوار لتتعرفوا على رمزي.
العصر نيوز: كيف تعرف نفسك للقراء؟
محمد: شاب في الـ 30 من عمره، مقيم ببلدية الكاليتوس منذ 2010، متحصل على ليسانس في إدارة الموارد البشرية، كفنان : لاعب خفة و قارئ أفكار و مشروع كاتب
العصر نيوز: كيف كانت بداياتك مع عالم ألعاب الخفة؟
محمد: دخلت عالم ألعاب الخفة في سنّ الطفولة، و كأيّ طفل صغير يحبّ اكتشاف كلّ شيء جديد و مسلٍ، شاهدت مرّة برنامجا تلفزيونيا كنديا موجه للأطفال يدعى سبيلز، يعرض حيلا سحرية بسيطة ثم يكشف سرّ القيام بها للمشاهد، و قد أعجبت بها كثيرا، كما اكتسبتها عن حبّ وليس عن دراسة، ثم بدأت أقوم بأشياء بسيطة ومسلية مثل خدع النقود، وتطورت فيها تدريجيا بعد مشوار من التعلم الذاتي، والمتابعة لأعمال محترفين عالميين عبر مواقع الأنترنت، و مع الوقت أصبحت أقوم بخدع مع العائلة ومع أصدقائي في المدرسة، وحتى مع الغرباء في الشوارع، و كنت أستمتع كثيرا عندما أرى تلك الدهشة والذهول على وجوههم، و أفرح عندما أزرع تلك البسمة في قلوب الناس.
العصر نيوز: من دعمك بالدرجة الأولى في بداياتك؟
محمد: حقيقة لم أحظ بالدعم المنشود آنذاك، وخاصة من طرف الأهل بحجّة إعاقتها لدراستي، لأنّ التدريب يستغرق منّي ساعات طويلة.
العصر نيوز: عرف لنا عالم هذه الألعاب من منظورك؟
محمد: ألعاب الخفة هي ‘خرق المنطق’، بحيث يقوم الساحر بإقناع العين بما لا يتقبله العقل البشري من خلال استعماله لمهارات التضليل، فعندما يقول لك الساحر أنّ الخدعة تقع هنا، فهي في واقع الأمر تقع في مكان آخر، أحيانا يوظف الساحر العلوم والفيزياء والرياضيات في خُدعِه، لهذا يسميها البعض أم الفنون، كما أنّه ليس كل الخدع البصرية تتطلّب السرعة، فهي تجمع بين الموهبة والفطرة والتعلّم و الممارسة و الخبرة، إنّه عالم متغيّر غير منتهي الحدود وهو بحاجة للابتكار الدائم والتعلّم المتواصل.
العصر نيوز: ماذا تعني لك ألعاب الخفة؟
محمد: هي شغفي، وأنا ببساطة أعيش وأتنفس ‘الخِفة’، لطالما أحببت النظر للأشياء التي لا يمكن شرحها، لكن هي لا شيء مقارنة بمشاهدة ردّة فعل الناس وهي تشاهد ‘الألعاب السحرية’، أحدهم يستجيب باحتضانك والآخر يضحك ويهرب وهناك حتى من يبكي -دموع سعيدة بالطبع-يمكن حقا لفن الخِفة أن يستحضر كل عاطفة إذا تمّ القيام بها بشكل صحي
العصر نيوز: ماهي الصعوبات التي واجهتك في هذا المجال؟
محمد: أكثر الصعوبات التي تواجهني في الحقيقة أنّه لا وجود لمحلات خاصة لبيع جميع المواد والمستلزمات الأساسية الخاصة بهذا المجال
العصر نيوز: أشرت قبل قليل إلى أنك تحضر لإصدار ما، متى نراه في المكتبات؟
محمد: انتهيت بالفعل من إصداري الغير مطبوع، الدليل لتعلّم فن قراءة الأفكار بدون استعمال أدوات ،الذي تطرقت فيه إلى أحد محاور “المنتاليزم” الذي يعكس قراءة الأفكار بمعناها الحقيقي يسمى prop-less mentalis، لكن بصراحة لم أجد إلى يومنا هذا دار النشر المناسبة التي تستحق فعلا تبني مشروعي الكتابي.
العصر نيوز: ماهو propless mentalism ؟
محمد: قراءة الأفكار بدون استعمال أدوات، تعكس قراءة الأفكار بمعناها الحقيقي لانّها لا تتطلب استخدام أي معدات خاصة أو أدوات، فقط جملة من الإيحاءات قد تكون لفظية أو جسدية .. و بعض المبادئ الشهيرة في ‘المنتاليزم’ مثل مبدا التكرار -repeat principle- و مبدأ المسح -wash principle-.
العصر نيوز: ماهي الرسالة التي تريد إيصالها من خلال أعمالك ؟
محمد: عند تقديمي لأحد عروض “المنتاليزم” دائما ما أحبذ مخاطبة ‘المتطوّع’ بطريقة علمية بالتحدث مثلا عن البرمجة اللغوية العصبية والتأثير عليه بغرس الأفكار والرسائل الإيجابية في ثنايا عقله و هذا دوري اتجاه مجتمعي عبر مجالي، ففي نهاية المطاف الفن هو عبارة عن رسالة، و هذا النوع من الفنون لديه رسالته أيضا .
العصر نيوز: ماهي مشاريعك المستقبلية في هذا العالم؟
محمد: في المستقبل القريب أريد أن اطبع كتابي ‘الدليل لتعلم الپروپلس منتاليزم، وفي المستقبل البعيد أريد أن افتتح متجر خاص ببيع أدوات ألعاب الخفة.
العصر نيوز: كلمة ختامية ، المجال مفتوح لك ؟
محمد: مديد الشكر على هذا الحوار الشيّق للراقية جدا الصحفية حسناء وسعيد بوجودي في جريدة “العصر نيوز” هذا المنبر الراقي والمحترم.