قال مدير نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، يوم السبت، إن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، أجبر الإحتلال الصهيوني على الرضوخ للمقاومة الفلسطينية والقبول بصفقة تبادل الأسرى، مبرزا وجود تلاعب في قوائم أسرى الدفعة الثانية المقرر الإفراج عنهم اليوم في إطار إتفاق الهدنة.
وفي تصريح لـ”وأج”, اكد عبد الله الزغاري ان الاحتلال الصهيوني “لم يحترم في الدفعة الثانية شرط الاقدمية الذي تم الاتفاق عليه في صفقة تبادل الاسرى, حيث تمت مطالبته بمراجعة القوائم”, مشيرا الى أن هذا هو السبب وراء تأخر الافراج عنهم الى حد الساعة, كما أكد على ضرورة ان يلتزم الاحتلال بجميع الشروط المتفق عليها.
اثمان باهظة من أجل الحرية والاستقلال
وفي حديثه عن النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية بالاتفاق على اطلاق سراح 150 اسير على مدار الايام الاربعة للهدنة الانسانية, ذكر المتحدث ان هذا “اليوم يعتبر يوم الفرح الأصعب في تاريخ الشعب الفلسطيني, فهو ممزوج بأشلاء ودماء شهداء غزة”, مشددا على أن هذا النصر جاء تتويجا لصمود الشعب الفلسطيني الذي واجه العدوان الصهيوني البربري بشجاعة منقطعة النظير.
وأضاف المتحدث: “الشعب الفلسطيني يدفع اثمانا باهظة من اجل الحرية والاستقلال في مواجهة العدوان الاخير الذي يعتبر الاخطر والأصعب في تاريخ القضية الفلسطينية منذ عقود”, حيث يسعى جيش الاحتلال -يضيف- “من خلال هذه العمليات البربرية وجرائم الابادة الجماعية التي يقترفها بشكل يومي, الى تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة الصامدة”, لكن -يستطرد بالقول- “الشعب الفلسطيني صامد في ارضه كشجر الزيتون”.
وأردف قائلا: “قضية الاسرى في سجون الاحتلال هي قضية وطن بأكمله”, منبها الى ان الاحتلال اعتقل منذ بداية العام ما يقارب مليون و 200 ألف فلسطيني وما زال هناك ما يقارب 8000 فلسطيني محتجزين في سجون الاحتلال, من بين هؤلاء 570 معتقل محكوم عليه بالسجن المؤبد لمرة واحدة او عدة مرات, كما اشار الى أن هناك اسرى جرحى ومرضى يعيشون حياة جد صعبة بالسجون في ظل سياسة الاهمال والقتل الطبي.
كما اوضح انه منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة في 7 اكتوبر الماضي, اعتقل الاحتلال ما يقارب 3200 فلسطيني, جميعهم تعرضوا للاعتداء الوحشي من قبل جنود الاحتلال الذين يقتحمون منازل المواطنين.
استشهاد 6 اسرى جراء الاعتداء الوحشي والضرب المبرح
وأبرز مدير نادي الاسير الفلسطيني أن الاحتلال الصهيوني ومنذ بداية العدوان, حول السجون الى “اماكن للعزل الفردي, حيث ارتفعت وتيرة الاجراءات القمعية والاعتداءات التي طالت عشرات المعتقلين, وخلفت استشهاد 6 اسرى, بسبب الاعتداء الوحشي والضرب المبرح, ناهيك عن عشرات الجرحى”.
كما استغل الاحتلال الصهيوني العدوان – يضيف – “لمنع المحامين من رؤية الاسرى وايقاف زيارة الاهالي بشكل كامل, ومصادرة كافة الاغراض الشخصية والمقتنيات وتجريدهم من ملابسهم, ومنع الكهرباء والماء عليهم”.
و أشار في هذا الصدد الى ان الكيان الصهيوني “اغلق على مدار السنوات الماضية كل الآفاق السياسية والدبلوماسية من اجل انهاء الاحتلال و اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”, منددا بتفاقم الجرائم الصهيونية داخل الاراضي الفلسطينية والسجون الاشهر الاخيرة من خلال عمليات التطهير العرقي واقتحام المسجد الاقصى وترك المستوطنين يعيثون فسادا في الاراضي المحتلة.
وفي الاخير, جدد عبد الله الزغاري التأكيد على ان الصمود الاسطوري الذي جسده الشعب الفلسطيني داخل غزة والضفة الغربية و القدس “شكل طريقا لإجبار الاحتلال على الرضوخ للمقاومة الفلسطينية من اجل القبول بعملية تبادل الاسرى” التي بدأت يوم امس الجمعة, معربا عن امله في ان تتوج المجهودات المبذولة بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون الاحتلال.