صبرينة دلومي
اختار عدد من شباب مدينة قسنطينة حصد الحسنات على الإفطار في المنزل، وذلك من خلال التطوع في مطاعم الرحمة، وإفطار عابري السبيل، والعائلات المعوزة طيلة الشهر الفضيل من خلال العمل منذ الصباح الباكر وإلى ساعات متأخرة من اليوم بتحضير وجبات الإفطار وغسل الأواني وتوضيب الطاولات.
ويسهر على العملية شباب متطوع التزموا بخدمة الصائمين وضمان راحتهم طيلة أيام الشهر الفضيل، حيث يعمل هؤلاء منذ الصباح الباكر لتحضير وجبات الإفطار، ورغم أن هذا العمل الخيري حرمهم من لذة الإفطار رفقة عائلاتهم إلا أنهم عبروا عن فرحتهم بإفطار هذا العدد الهائل من العائلات المحتاجة.
شباب يوزعون وجبات لعابري السبيل ومستعملي الطرقات
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ”، حديث ينطبق على الجمعيات الخيرية من بينها جمعية أهل البر والإحسان، التي تطوعت لعمل خيري من خلال إفطار عابري السبيل، حيث تقوم بتقديم وجبة إفطار لعابري السبيل وأصحاب السيارات، على مستوى الطريق السريع ببلدية الخروب.
وفي هذا الصدد كشف الأمين العام لجمعية أهل البر والإحسان عاشوري حمزة، أن الجمعية تتكون من 11 عضوا، يقومون بتوزيع وجبات لعابري السبيل، تتكون من لبن، قطعة خبز، قارورة ماء معدنية، تمر بالإضافة إلى حلويات.
وأضاف المتحدث، أن شباب الجمعية فخورين بعملهم التطوعي، والذي يعتبر خصلة من خصال الشباب الجزائري المتعاون على فعل الخير.
وأضاف عاشوري ،أن الجمعية تعمل على توقيف أصحاب المركبات للتقليل من حالة القلق، ويطلب منهم استراحة من أجل تناول هذه الوجبة الخفيفة” لكسر الصيام “، هذه المبادرة الخيرية يقول المتحدث من شأنها تخفيف حوادث المرور خاصة وأن حوادث المرور تكثر بسبب عجلة الصائمين.
وحسب المتحدث فإن جمعية أهل البر والإحسان، قامت بتوزيع قفة رمضان، حيث تم توزيع 300 قفة على العائلات الفقيرة والمحتاجة في انتظار توزيع 200 قفة أخرى خلال نصف رمضان.
وأكد الأمين العام لجمعية أهل البر والإحسان أن قفة رمضان التي تم توزيعها تحتوي على لحم أحمر، دجاج ومختلف المواد الواسعة الاستهلاك، بالإضافة إلى مواد تنظيف، هذه القفة حسب المتحدث قيمتها المالية 15 ألف دينار جزائري.
جمعية ناس الخير تقدم من 80 إلى 200 وجبة يوميا
“العصر نيوز” زارت بعض هذه المطاعم للوقوف على العملية التضامنية التي صنعها بعض الشباب تضامنا مع المحتاجين وعابري السبيل، من خلال تحضير وجبات إفطار مجانية للفقراء والمحتاجين، من بينها مطعم “قولدن بيتزا ” ببلدية الخروب في ولاية قسنطينة، الذي تبرع به أصحابه لجمعية ناس الخير طيلة الشهر الفضيل من أجل تحويله إلى مطعم تطوعي لإفطار المحتاجين والفقراء.
وفي هذا الصدد، قال نوفل بوشارب رئيس مندوبية الخروب لمؤسسة ناس الخير، أنه يعمل رفقة أصدقائه لإفطار العائلات المعوزة والمحتاجة، حيث أن هذا المطعم يقصده يوميا عشرات الأشخاص من عابري السبيل والمحتاجين والفقراء من أجل تناول وجبات الإفطار وأخذ نصيبهم من الفطور الرمضاني.
وأضاف المتحدث، أن هذه الجمعية تتكون من شباب متطوع يعمل على تحضير الأطباق المتنوعة بكميات كبيرة، وتتراوح عدد الوجبات المقدمة يومياً بين 80 إلى 200 وجبة و50 وجبة محمولة، كما تشمل العملية أيضا توصيل وجبات إفطار ساخنة إلى المنازل لمساعدة العائلات المعوزة.
ويحرص نوفل وأعضاء الجمعية على إظهار مظاهر الرحمة وقيم التآزر بين مختلف فئات المجتمع، مؤكدا أن المطعم مفتوح لجميع الفئات المعوزة، والفقيرة مشيرا إلى أن حتى اللاجئين الأفارقة لهم نصيب أيضا في وجبات الإفطار في هذا المطعم.
بإمكانيات ضعيفة يعملون كخلية نحل لنيل الحسنات
بإمكانيات مادية ضعيفة، يعمل هؤلاء الشباب كخلية نحل، من أجل تحضير ألذ الأطباق لإفطار الصائمين من فقراء ومحتاجين، حيث يتقاسم هؤلاء الشاب مهامهم بين طباخ ومساعده، إضافة إلى من يحضر الطاولات ويغسل الأواني وغيرها من الأعمال التضامنية.
وحسب نوفل، فإن جمعية ناس الخير، لا تملك إعانات مالية كافية لمواصلة هذا العمل النبيل، غير أنها تعمل جاهدة من هذا الشهر الفضيل من أجل إفطار الفئات الفقيرة والمعوزة.
وأضاف المتحدث، أن الجمعية تقوم أيضا بمبادرة توزيع الوجبات وتوصيلها إلى بيوت العائلات الفقيرة.
أما جزار عبد الغاني وهو شاب متطوع لعمل الخير بجمعية ناس الخير يقول، أنه قد سبق له العمل في المجال الخيري في السنوات السابقة، ويضيف أنه رغم التحديات والمشاكل إلا أنهم واصلو هذا العمل الخيري خاصة، كما كشف أن بعض الأشخاص الميسورين، كانوا قد تعهدوا للجمعية بمد يد العون ومنح إعانات مالية، إلا أنهم أخلو بوعودهم، الأمر الذي جعل جمعية ناس الخير في رحلة بحث عن متطوعين آخرين للمساهمة في هذا العمل الخيري وإطعام المساكين والمساعدة لاقتناء لوزام تحضير وجبات الإفطار، خاصة وأن أغلب أعضاء الجمعية هم شباب بطال.
يحلمون بمشروع للتمويل الذاتي مداخيله توجه للأعمال الخيرية
ويأمل هؤلاء الشباب من السلطات المحلية، منحهم مشروع للتمويل الذاتي، توجه مداخليه للفقراء والأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعية على طول العام، وليس في شهر رمضان فقط وهو الأمر الذي سيلبي احتياجات الفقراء من جهة والقضاء على البطالة من جهة أخرى وفق شباب الجمعية.
أكثر من 400 وجبة يحضرها شابان يوميا لإفطار عابري السبيل
زارت “العصر نيوز” أيضا مطعم أولاد الخروب ، الذي حوله مالكاه في شهر رمضان الكريم إلى مطعم تطوعي، “سليم وحمزة” من أبناء مدينة الخروب تطوعا للعمل الخيري والتكفل بإفطار عابري السبيل الذين لم تسعفهم الظروف لتناول وجبة الإفطار مع عائلاتهم وذويهم، حيث يقوم هذان الشبان رفقة أصدقائهم المتطوعين في هذا العمل الخيري على إفطار أكبر عدد من المحتاجين وعابري السبيل.
ويقوم هؤلاء الشباب بتحضير طبق الجاري الذي يعتبر الطبق الأساسي في شهر رمضان بمدينة قسنطينة، وطبق آخر يختلف من يوم لآخر، بالإضافة إلى “البوراك” والمشروبات الغازية والعصائر إلى جانب المياه المعدنية.
وأكد هؤلاء الشباب أن فرحتهم تكتمل عند رؤية ما لذا وطاب على طاولات مطعم الرحمة، والتي تدخل البهجة والسرور على الفقراء والمحتاجين، سيما وأن هؤلاء يشعرون بلمة العائلة والمائدة في هذا الشهر الفضيل التي افتقدها هؤلاء الأشخاص .
ويقول الشابان أنهما يقومان باكرا لتحضير الدجاج واللحم ولوازم الوجبات، مع ضبط عددها المقدر ب400 وجبة، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 40 وجبة إفطار يتم توزيعها على 40 عائلة فقيرة.
وأكد الشابان أنهما يشعران بفرح كبير بعد الانتهاء من هذا العمل التطوعي والخيري.
يذكر أن أغلب المطاعم بولاية قسنطينة حولها أصحابها إلى مطاعم الرحمة طيلة شهر رمضان، سواء للجمعيات الخيرية أو حتى لشباب متطوع للأعمال الخيرية، من أجل تقديم وجبات إفطار مجانية لفائدة شريحة واسعة من المواطنين على غرار المسافرين، الأشخاص بدون مأوى، والعائلات الفقيرة و المعوزة.